نبوات سفر الرؤية
القمص أثناسيوس إسكندر
athanas@sympatico.ca
آنيسة العذراء مريم القبطية الأرثوذوآسية
آتشنر أونتاريو آندا
www.stmaryscopticorthodox.ca
1
نبوات سفر الرؤية
مقدمة:
هل سفر الرؤيا سفر نبوى؟ إن إجابة هذا السؤال نجدها فى السفر ذاته. ففى أول
اية فى هذا السفرنقرأ: ”اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه الله ليري عبيده ما لا بد ان
يكون.“ ومعنى هذا أن السفر يحدثنا عن أمور مستقبلة. والاية الثالثة من الإصحاح الأول
تخبرنا: ”طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون اقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها.“
وهنا آاتب السفرذاته يخبرنا بأنه نبوة. وفى الإصحاح الأخير من السفر يؤآد لنا آاتبه
نفس الأمر فى الاية السابعة بقوله: ”طوبى لمن يحفظ اقوال نبوة هذا الكتاب.“ وفى الاية
العاشرة من نفس الإصحاح نقرأ: ”لا تختم على اقوال نبوة هذا الكتاب.“ وتتكرر تسمية
. السفر نبؤة فى الايتين 18 و 19
والإصحاحات الثلاثة الأولى تحتوى على رسائل إلى السبعة آنائس باسيا الصغرى
وهى برغم أهميتها فهى ليست من الجزأ النبوى من الكتاب.
الاصحاح الرابع:
يبدأ الإصحاح الرابع بباب مفتوح في السماء وصوت يدعو يوحنا الحبيب لكي
يصعد ليرى ”ما لا بدّ ان يصير بعد هذا.“ وهنا يرى يوحنا العرش السماوى وعليه
يجلس شبه مجد الله الاب الذى يصفه يوحنا بأوصاف رمزية: ”شبه حجر اليشب
والعقيق.“ ويستحى يوحنا من أن يسمى من يجلس على العرش فيكتفى بقوله: ”وعلى
العرش جالس.“
الأربعة والعشرين قسيسا:
هؤلاء يمثلون الكهنوت المقدس، إثنى عشر يمثلون آهنوت العهد القديم وإثنى
عشر يمثلون آهنوت العهدالجديد. ووجودهم حول العرش الإلهى جالسين على عروش
وتيجانهم الذهبية إنما تعبر عن آرامة الكهنوت المقدس. لعل هؤلاء هم الذين يصفهم
القداس الإغريغورى بأنهم ”صفوف غير المتجسدين فى البشر.“
الأربعة حيوانات غير المتجسدين:
هؤلاء هم مخلوقات سمائيه من طغمة الشاروبيم والسيرافيم والعيون الكثيرة إنما
تعبر عن أنهم فائقى المعرفة وذلك لقربهم من من اللاهوت الإلهى إذ يحملون عرش الله،
. آما يخبرنا القديس ديونيسيوس الأريوباغى فى آتابه الدرجات السمائية 1
ويشترك هؤلاء السمائيين مع الأربعة والعشرين قسيسا (وهم من البشر) فى تسبيح
الجالس على العرش بطريقة طقسية رائعة تؤآد لنا أهمية طقوس عبادتنا الأرضيه التى
هى ظل للطقوس السمائية.
1 Dionysius the Areopagite: Celestial Hierarchy
2
السفر المختوم:
رأى يوحنا الحبيب ”سفرا مكتوبا من داخل ومن وراء مختوما بسبعة ختوم“
وبكى يوحنا حين لم يستطع احد في السماء ولا على الارض ولا تحت الارض ان يفتح
( السفر ولا ان ينظر اليه (رؤ 3:5
ويؤآد لنا القديس أبوليدس 2 أن هذا السفر المختوم هو ذات السفر الذى قيل لدانيال
( النبى: ”اما انت يا دانيال فاخف الكلام واختم السفر الى وقت النهاية.“ (دا 4:12
الخروف المذبوح:
بعد ذلك رأى يوحنا الرائى خروف قائم آانه مذبوح. وما هذا الخروف إلا حمل الله
الذى ذبح على الصليب لأجل خلاصنا ثم قام لكى يقيمنا معه. لذلك يخبرنا الوحي الإلهى
بأنه قائم لأنه قام ومذبوح لأنه ذبح.
ولما اخذ الخروف السفر، خرّت الاربعة الحيوانات والاربعة والعشرون شيخا
امامه وصارو يرنمون له ترنيمة جديدة. وتبع هؤلاء ربوات الملائكة وهم يرنمون
ترنيمتهم الخاصة بهم.
وبعد ذلك سمع يوحنا الحبيب آل خليقة مما في السماء وعلى الارض وتحت
الارض وما على البحر آل ما فيها تترنم بترنيمة أخرى بينما ترد الحيوانات الاربعة
(14- بقولها آمين ويسجد الشيوخ الاربعة والعشرون. (رؤ 8:5
انها سيمفونية رائعة تشترك فيها آل الخليقة، المرئية وغير المرئية، الجماد مع
.Cosmic Liturgy الحيوان وحتى الذين تحت الأرض، فيما يسمى بالقداس الكونى
:The Three Heptads الثلاثة سبعات
إن نبوات سفر الرؤية مقسمة إلى ثلاثة حقبات آمثال تليسكوب له ثلاثة أقسام آل
واحدة منها مختفية فى الأخرى. وعندما نصل إلى نهاية القسم الأول ينفتح لنا القسم
الثاني، وفى اخر القسم الثانى ينفتح لنا الثالث. وآل قسم أو حقبة من هذه الحقبات تنقسم
إلى سبعة أحداث، فمثلا هناك سبعة ختوم وعندما تنتهى هذه تبدأ سبعة أبواق، وهذه
أيضا تؤدى إلى سبعة جامات. وتتخلل هذه الأحداث رؤى سمائية تمثل الكنيسة
المنتصرة، أو رؤى أرضية تمثل الكنيسة المجاهدة.
الختوم السبعة:
عندما فتح الختم الأول رأى القديس يوحنا ”واذا فرس ابيض والجالس عليه معه
قوس وقد أعطي اآليلا وخرج غالبا ولكي يغلب“ (رؤ 2:6 ) ويحدثنا الإصحاح التاسع
عشر عن آينونة الجالس على الفرس الأبيض: ”واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى
امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه آلهيب نار وعلى راسه تيجان آثيرة وله
2 Saint Hippolytus: Scholia on Daniel
3
اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه آلمة
(13- الله“ (رؤ 11:19
إن الختم الأول فى إعتقادى الشخصى إنما يمثل إنتصار المسيحية وإنتشارها فى
العالم الذى بدأ فى عصر الملك قسطنطين.
ولما فتح الختم الثاني ”خرج فرس آخر احمر وللجالس عليه أعطي ان ينزع
4) إن هذا - السلام من الارض وان يقتل بعضهم بعضا وأعطي سيفا عظيما“ (رؤ 3:6
الختم يمثل الحروب التى لابد أن تأتى قبل المنتهى.
ولما فتح الختم الثالث ”واذا فرس اسود والجالس عليه معه ميزان في يده. وسمعت
6 ) وهذا الختم - صوتا… قائلا ثمنية قمح بدينار وثلاث ثماني شعير بدينار“ (رؤ 5:6
يمثل المجاعات التى لابد أن تحدث أيضا.
ولما فتح الختم الرابع ”واذا فرس اخضر والجالس عليه اسمه الموت والهاوية
8) إن معظم الترجمات الإنجليزية تصف هذا الفرس بأنه باهت وليس - تتبعه“ (رؤ 7:6
ومن هذا Pestilence . وبعضها يستبدل آلمة الموت بكلمة الوباء Pale horse أخضر
نستنتج ان المقصود بالختم الرابع وهذا الفرس الباهت هو الأوبئة.
”واعطيا سلطانا على ربع الارض ان يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش
الارض“ (رؤ 8:6 ) إن هذه الاية تعنى الثلاثة ضربات التى سبق ذآرها أى الحروب
والمجاعات والأوبئة التى بسبها يموت ربع سكان الأرض. وهذا يوافق ما قاله رب
المجد لتلاميذه: ”وسوف تسمعون بحروب واخبارحروب.... وتكون مجاعات واوبئة
(7- وزلازل في اماآن.“ (مت 6:24
ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل آلمة الله
ومن اجل الشهادة التي آانت عندهم.“ (رؤ 9:6 ) إن هذا الختم يمثل عصور الإستشهاد
التى لا بد أن تمر بها الكنيسة قبل المجئ الثانى. وهذا يوافق ما قاله السيد المسيح
لتلاميذه فى (متى 9:24 ) ”حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من
جميع الامم لاجل اسمي“
عند فتح الختم السادس نجد وصفا لنهاية العالم: ”زلزلة عظيمة حدثت والشمس
صارت سوداء آمسح من شعر والقمرصار آالدم ونجوم السماء سقطت الى الارض “
وهذاهو أسلوب سفر الرؤيا آما يشرحه لنا القديس فيكتورينوس:
لا ينبغى لنا أن نراعى ترتيب الأحداث فى سفر الرؤية لأن الروح القدس
آثيرا ما يأتى بنا إلى نهاية الأيام ثم يعود بنا إلى ذات المكان ليملأ الفراغ
الذى لم يملأه سابقا. فلنفهم إذا معنى النبوات بدون أن نعنى أنفسنا بترتيبها
الزمنى. 3
3 Victorinus: Commentary on the Apocalypse
4
ختم المختارين:
”وبعد هذا رأيت اربعة ملائكة واقفين على اربع زوايا الارض ممسكين اربع رياح
الارض لكي لا تهب ريح على الارض ولا على البحر ولا على شجرة ما ورأيت ملاآا
آخر طالعا من مشرق الشمس معه ختم الله الحي فنادى بصوت عظيم الى الملائكة
الاربعة الذين أعطوا ان يضروا الارض والبحر قائلا لا تضروا الارض ولا البحر ولا
الاشجار حتى نختم عبيد الهنا على جباههم. وسمعت عدد المختومين مئة واربعة
(4- واربعين الفا مختومين من آل سبط من بني اسرائيل.“ ( رؤ 1:7
قبل أن تبدأ ضربات الأبواق السبعة رأى القديس يوحنا ملاآا يختم عبيد الله على
جباههم. ثم يخبرنا القديس يوحنا بأن عدد هؤلاء المختومين هو مئة واربعة واربعين الفا
والأعداد فى آل الأسفار النبوية ينبغى أن تفهم رمزيا فمثلا مئة واربعة واربعين الفا هى
إثنى عشر مضروبة فى إثنى عشر مضروبة فى ألف. وهذا العدد يرمز إلى مجموع
المخلصين من آلا العهدين القديم والجديد حيث إثنى عشر يمثل أسباط بنى إسرائيل، و
إثنى عشر يمثل أيضا عدد الرسل الذين تأسست بواسطتهم آنيسة العهد الجديد. والرقم
ألف يعنى عدد آبير جدا. ولعل هذا يتضح جليا فيما يلى: ”بعد هذا نظرت واذا جمع
آثير لم يستطع احد ان يعدّه من آل الامم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون امام
( العرش وامام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل “ (رؤ 9:7
( ”ولما فتح الختم السابع حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة.“ (رؤ 1:8
لعل المقصود هنا هو أنه هناك فارق زمنى بين ضربات السبعة أختام أى الحروب
والمجاعات والأوبئة والإضطهادات وضربات السبعة أبواق التى ستكون أقرب إلى
النهاية، آما يخبرنا أيضا السيد المسيح: ”لانه لا بد ان تكون هذه آلها.ولكن ليس المنتهى
( بعد“ (مت 6:24
وقبل أن يبوق السبعة ملائكة رأى القديس يوحنا ”ملاك آخر ووقف عند المذبح
ومعه مبخرة من ذهب وأعطي بخورا آثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم
على مذبح الذهب الذي امام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد
الملاك امام الله.“
إن الوحي المقدس يطمئننا بأنه بالرغم من خطورة الضربات التى سوف تأتى على
العالم عندما يبوق السبعة ملائكة إلا أن الله لا يتغاضى مطلقا عن صلوات الكنيسة
المجاهدة على الأرض وأن الله لن ينسى مختاريه الذين ختموا على جباههم بختم الله
الحى وصارو محفوظين بحمايته من الضربات الشيطانية التى سوف تصيب بقية البشر
عندما يبوق الملائكة السبعة.
5
السبعة أبواق
يعتقد آثير من المفسرين أن ضربات الأربعة الأبواق الأولى هى عن تلوث
وأن ضربات البوقين الخامس والسادس هى .Environmental Pollution البيئة
وهذا ما آتبه أحد المفسرين الروس .Demonic plagues ضربات شيطانية
الأرثوذوآس فى هذا الشأن منذ ثلاثين عاما:
12 . فلقد - بلا شك أنه فى الحقبة الأخيرة قد لاحظنا تحقيق نبوات رؤيا 7:8
أوضح لنا العلماء بأن ثلث الأراضى الزراعية قد تسمم بواسطة التلوث. آما
حدث إنخفاض آبير فى آمية الاشعة الشمسية التى تصل إلى الأرض عن
طريق التلوث الجوى. ونحن فى طريقنا إلى تلويث ثلث المحيطات وقتل ثلث
. المخلوقات التى فيها 4
Acid rain البوق الأول: الأمطار الحامضية
”فبوّق الملاك الاول فحدث برد ونار مخلوطان بدم وألقيا الى الارض
( فاحترق ثلث الاشجار واحترق آل عشب اخضر.“ (رؤ 7:8
يقدر العلماء الالمان ان ثلث اشجارهم تموت بسب الامطار الحامضية
%35 من غابات اوروبا قد تدمر بواسطة الامطارالحامضية، ونرى نفس
. الشئ فى الصين والبرازيل وشيلى والمكسيك وآاليفورنيا 5
4 Puhalo and Novakshonoff: Apostasy and Antichrist, Holy Trinity Monastery,
Jordanville, NY 1978
6
البوق الثانى:تلوث المحيطات والبحار
”ثم بوق الملاك الثاني فكأن جبلا عظيما متقدا بالنار ألقي الى البحر فصار ثلث
(9- البحر دما. ومات ثلث الخلائق التي في البحر التي لها حياة.“ (رؤ 8:8
إن تلوث المحيطات قد أصبح يهدد حياة المخلوقات المائية وقد حذرت هيئة الأمم
Point of المتحدة فى تقرير لها بأن الحالة قد قاربت الدرجة التى يصعب الرجوع منها 6
no return
وقد أدى هذا إلى إغلاق موانى صيد الأسماك فى آثير من البلدان فى أوروبا
وأميريكا
البوق الثالث: تلوث مياه الشرب
”ثم بوق الملاك الثالث فسقط من السماء آوآب عظيم متقد آمصباح ووقع على
ثلث الانهار وعلى ينابيع المياه. واسم الكوآب يدعى الافسنتين فصار ثلث المياه افسنتينا
(11- ومات آثيرون من الناس من المياه لانها صارت مرّة.“ (رؤ 10:8
5http://darwin.bio.uci.edu/~sustain/bio65/lec22/b65lec22.htm#AIR_POLLUTIO
N_AND_ACID_RAIN
6 David Adam, environment correspondent: The Guardian, Saturday, June 17,
2006
7
الصينية أن ربع تعداد الصين يشربون مياة People's daily نشرت صحيفة
غير صالحة للشرب وذلك بسبب تلوث الأنهار وذلك نقلا عن منظمة الحفاظ على البيئة
State Environmental Protection Administration.
حقائق عن تلوث مياة الشرب:
منذ سبعين عاماً آان مرض السرطان يصيب إنساناً واحداً من آل خمسين واليوم
إرتفعت هذه النسبة إلى واحد من ثلاثة، وبعد مراجعة عشرة الاف صفحة من وثائق
وآالة حماية البيئة وجدنا أآثرمن 2300 مادة مسببة للسرطان فى مياة الشرب فى
. الولايات المتحدة 7
البوق الرابع:إنخفاض آمية أشعة الشمس
”ثم بوّق الملاك الرابع فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم حتى يظلم
( ثلثهنّ والنهار لا يضيء ثلثه والليل آذلك.“ (رؤ 12:8
Swiss Federal Institute of Technology فى عام 1985 وجد أحد علماء
أن آمية أشعة الشمس التى تصل إلى الأرض قد إنخفضت بنسبة 10 % خلال الثلاثين عاما
السابقة. 8
آمالاحظ العلماء زيادة آبيرة فى التلوث الجوى فوق القطب الشمالى وهذا التلوث
يأتى من شرق أوروبا. ولا شك أن هاتين الظاهرتين مرتبطتين.
7 Ralph Nader: Environmental Protection Agency (EPA)
8 David Adam: The Guardian, Thursday December 18, 2003
8
البوق الخامس:
”ثم بوق الملاك الخامس فرأيت آوآبا قد سقط من السماء الى الارض وأعطي
مفتاح بئر الهاوية. ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر آدخان أتون عظيم فاظلمت
الشمس والجو من دخان البئر. ومن الدخان خرج جراد على الارض فأعطي سلطانا
آما لعقارب الارض سلطان. وقيل له ان لا يضر عشب الارض ولا شيئا اخضر ولا
شجرة ما الا الناس فقط الذين ليس لهم ختم الله على جباههم. وأعطي ان لا يقتلهم بل ان
يتعذبوا خمسة اشهر.وعذابه آعذاب عقرب اذا لدغ انسانا. وفي تلك الايام سيطلب الناس
الموت ولا يجدونه ويرغبون ان يموتوا فيهرب الموت منهم. وشكل الجراد شبه خيل
مهيّأة للحرب وعلى رؤوسها آأآاليل شبه الذهب ووجوهها آوجوه الناس. وآان لها
شعر آشعر النساء وآانت اسنانها آاسنان الأسود. وآان لها دروع آدروع من حديد
وصوت اجنحتها آصوت مرآبات خيل آثيرة تجري الى قتال. ولها اذناب شبه العقارب
(10- وآانت في اذنابها حمات وسلطانها ان تؤذي الناس خمسة اشهر.“ (رؤ 1:9
يجمع المفسرون على أن هذه الضربة هى ضربة شيطانية سوف تصيب الناس
الذين ليس لهم ختم الله على جباههم:
إن هذا الجراد ما هو إلا مخلوقات شيطانية عجيبة سوف تعذب الناس الذين
. ليس لهم ختم الله 9
إن ضربة الجراد ترمز الى عذاب روحى تسببه الشياطين 10
9 Jerome’s Biblical commentary
9
إنها مذاقة لعذاب الجحيم تعطى آتحذير للبشرية. 11
لقد قضيت تسع عشرة سنة آطبيب قبل رسامتي وليس فى إستطاعتى أن
أتخلص من هذ الجزء من عقلى الذى ما زال يفكر آطبيب! وعندما أتأمل
فى هذه التعبيرات:"عذاب روحى"، "مذاقة لعذاب الجحيم" ، "سيطلب الناس
الموت ولا يجدونه" فإن آلمة واحدة تنبض فى داخل عقلى: الإ آتئاب! 12
إن عذاب الإ آتآب هو أقرب شئ لعذاب الجحيم. إنها حالة ينعدم فيهاالرجاء
تماما حيث الحاضر يبدوا أسوأ من الماضى والمستقبل أسوأ من الحاضر.
وآثيرا ما يطلب المرضى الموت بمحاولة الإنتحار ولا يجدونه بسبب تدخل
الأهل والأصدقاء. 13
فى أمريكا Disability لقد صار الإآتئاب السبب الأول لعدم القدرة علي العمل
إننا نعيش الان فى عصر قد إنتشرفيه الإ آتآب إنتشاراً وبائياً 14
إن هذا الإآتاب ليس إآتابا Margaret Sommerville وتوضح لنا الباحثة الكندية
عاديا وإنما هو مرض روحى:
إن السبب الرئيسى لإنتشار الإ آتآب هو إنفصال الناس عن نعمة الله.
لقدأصبحت الأدوية هى بديل للديانة، إننا نعطى بروزاك آعلاج للتشوق
الروحى وهذه مشكلة. 15
10 Jerusalem Study Bible
11 Cullen R: Reign of Antichrist
12 Father Athanasius Iskander: “The Abomination of Desolation”
13 Ibid
14 En Route Magazine, October 1997
15 Dr. Margaret Sommerville, McGill Center for Medicine, Ethics and law,
Montreal
10
إن هذا الإ آتآب الشيطانى سوف لا يضرأبناء الله، لأن الشياطين الذين يسببونه قد
قيل لهم أن لا يضروا الناس الذين لهم علامة اللة على وجوهم.
وقد أثبتت الابحاث التى أجريت خلال الحقبة الأخيرة أن الذين يمارسون العبادة
فى آنائسهم إسبوعيا هم أقل إحتمالا أن يصابوا بالإآتئاب بنسبة 50 % بالمقارنة بغيرهم.
البوق السادس:الحرب العالمية الثالثة
”ثم بوق الملاك السادس فسمعت صوتا واحدا من اربعة قرون مذبح الذهب الذي
امام الله قائلا للملاك السادس الذي معه البوق فك الاربعة الملائكة المقيدين عند النهر
العظيم الفرات. فانفك الاربعة الملائكة المعدّون للساعة واليوم والشهر والسنة لكي
يقتلوا ثلث الناس. وعدد جيوش الفرسان مئتا الف الف.وانا سمعت عددهم. وهكذا رأيت
الخيل في الرؤيا والجالسين عليها.لهم دروع نارية واسمانجونية وآبريتية ورؤوس الخيل
آرؤوس الأسود ومن افواهها يخرج نار ودخان وآبريت. من هذه الثلاثة قتل ثلث الناس
من النار والدخان والكبريت الخارجة من افواهها. فان سلطانها هو في افواهها وفي
اذنابها لان اذنابها شبه الحيّات ولها رؤوس وبها تضر. واما بقية الناس الذين لم يقتلوا
بهذه الضربات فلم يتوبوا عن اعمال ايديهم حتى لا يسجدوا للشياطين واصنام الذهب
والفضة والنحاس والحجر والخشب التي لا تستطيع ان تبصر ولا تسمع ولا تمشي ولا
(21- تابوا عن قتلهم ولا عن سحرهم ولا عن زناهم ولا عن سرقتهم.“ (رؤ 13:9
إن الأربعة ملائكة المقيدين هم بلا شك ملائكة ساقطون لأن الملائكة الأبرار لا
حاجة لهم أن يقيدوا. إن الشيطان نفسه مقيد وهكذا أيضاً أعوانه. ولكن فى الزمان الأخير
سوف يحل من سجنه هو وأعوانه. وهؤلاء الأربعة ملائكة هم قواد فى جيش الشيطان
سوف يقودون جيشاً من الشياطين تعداده مئتى مليون.
إن وظيفة هؤلاء المئتى مليون شيطان تحت قيادة الأربعة قواد ليست هى قتل ثلث
البشرية بل تحريض البشر أن يقتل بعضهم بعضاً. وهذا يعنى حدوث صراع نووى
يموت فيه ثلث العالم. 16
إن قول الكتاب المقدس إن هؤلاء الاربعة الملائكة معدّون للساعة واليوم والشهر
والسنة إنما هو تأآيد أنه بالرغم من بشاعة هذه الضربة الشيطانية التى يموت فيها ثلث
البشر، إلا أنها سوف لا تحدث إلا فى الوقت المحدد من الله. ولعل القول بأنهم مقيدين
عند نهر الفرات أي العراق ربما يعنى أن حرب العراق قد تؤدى فى النهاية إلى حرب
. عالمية تتحقق فيها نبؤة البوق السادس 17
ولكن بالرغم من إمكانية أن يتحقق هذا الأمر فى زماننا، إلا أنه ينبغى لنا أن نحذر
القارئ من أنه لم يعط لنا نحن البشرأن نعرف الأوقات التى جعلها الاب فى سلطانه.
16 Father Athanasius Iskander: Has the Sixth angel sounded his Trumpet?
Parousia April 2003
17 Ibid
11
علاقة هذه الأحداث بظهور ضدالمسيح:
إن ضد المسيح سوف يبدأ نشاطه عقب حرب عالمية أو أزمة إقتصادية عالمية،
حينما يشعرالبشر بأنه ليس هناك مخرج من هذة الأزمة الطاحنة. حينئذ يقدم ضد
المسيح إقتراحا لحل آافة المشاآل العالمية مبنياً على حكمة بشرية. إنه سوف يقترح
إقامة نظام سياسى عالمى موحد. أماالبشرية فبسبب عماها الروحى فإنها سوف لاترى
الحقيقة المرة وراء هذا الإقتراح إنه خدعة تجذب العالم إلى عبودية مرة قاسية، بل
سوف يكرم الناس ضد المسيح آقمة للحكمة والعبقرية. 18
حماية الله للكنيسة:
”ثم أعطيت قصبة شبه عصا ووقف الملاك قائلا لي قم وقس هيكل الله والمذبح
والساجدين فيه. واما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها خارجا ولا تقسها لانها قد
(2- أعطيت للامم وسيدوسون المدينة المقدسة اثنين واربعين شهرا.“ (رؤ 1:11
فى وسط هذه الأحداث المفزعة، يطمئننا الروح القدس بأن الله لن يترك آنيسته.
فنرى ملاآا يعطى يوحنا الحبيب قصبة لكى يقيس هيكل الله والمذبح والساجدين فيه أى
الكنيسة. وفى لغة الرؤى، القياس يعنى حماية الله لما يقاس.
فى العهد القديم عندما أراد الله أن يشجع شعب إسرائيل على العودة من سبى بابل
بعد إنقضاء السبعين سنة التى قضيت على الشعب العنيد رأى ذآريا بن براخيا النبى فى
رؤياه ملاآا يقيس أوروشليم أي يضعها تحت حماية اللة. وسمع صوتا يقول له
”آالاعراء (اى المدينة التى ليس لها سور) تسكن اورشليم .... وانا يقول الرب اآون لها
سور نار من حولها.“ (ذك 4:2 ) فإن آانت هذه هى مواعيد الله لأوروشليم الحاضرة
المستعبدة مع بنيها، فكم بالحرى يحمى القدير عروسه اورشليم العليا التي هي أمنا ?
وهنا نلاحظ أن الملاك يقول له ”واما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها
خارجا ولا تقسها“، أى أن الحماية هى قاصرة على الذين هم داخل الكنيسة، الساجدين
فى هيكل الله بالروح والحق. وهنا يشبه البعض الكنيسة بفلك نوح آل من آان داخلها
ينجو أما من آان خارجها فيهلك.
ثم يحدثنا الوحى عن المدينة المقدسة أي أوروشليم الأرضية التى ستصير مدوسة
من الأمم اثنين واربعين شهرا أي مدة الضيقة العظيمة أو زمان حكم ضد المسيح الذى
سوف يتخذها عاصمة لمملكته. وسوف نشرح معنى الاثنين واربعين شهرا فى حديثنا
عن المرأة المتسربلة بالشمس.
18 Puhalo and Novakshonoff: Apostasy and Antichrist, Holy Trinity
Monastery, Jordanville, NY 1978
12
الشاهدين والوحش:
”وسأعطي لشاهدي فيتنبآن الفا ومئتين وستين يوما لابسين مسوحا. هذان هما
الزيتونتان والمنارتان القائمتان امام رب الارض. وان آان احد يريد ان يؤذيهما تخرج
نار من فمهما وتأآل اعداءهما وان آان احد يريد ان يؤذيهما فهكذا لا بد ان يقتل. هذان
لهما السلطان ان يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرا في ايام نبوّتهما ولهما سلطان على
المياه ان يحوّلاها الى دم وان يضربا الارض بكل ضربة آلما ارادا. ومتى تمما
شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما. وتكون
جثتاهما على شارع المدينة العظيمة التي تدعى روحيا سدوم ومصر حيث صلب ربنا
ايضا. وينظر اناس من الشعوب والقبائل والألسنة والامم جثتيهما ثلاثة ايام ونصفا ولا
يدعون جثتيهما توضعان في قبور. ويشمت بهما الساآنون على الارض ويتهللون
ويرسلون هدايا بعضهم لبعض لان هذين النبيين آانا قد عذبا الساآنين على الارض. ثم
بعد الثلاثة الايام والنصف دخل فيهما روح حياة من الله فوقفا على ارجلهما ووقع خوف
عظيم على الذين آانوا ينظرونهما. وسمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما اصعدا
الى ههنا فصعدا الى السماء في السحابة ونظرهما اعداؤهما. وفي تلك الساعة حدثت
زلزلة عظيمة فسقط عشر المدينة وقتل بالزلزلة اسماء من الناس سبعة آلاف وصار
(13- الباقون في رعبة واعطوا مجدا لاله السماء.“ (رؤ 3:11
إن معظم اباء الكنيسة يعلمون بأن هذين النبيين هما أخنوخ وإيليا اللذان سوف
يعودان إلى الأرض لتحذير المؤمنين من خداع ضد المسيح. وهناك أسباب لهذا التفسير،
( وأولها أن أخنوخ وإيليا لم يموتا وإنما صعدا حيين إلى السماء. (تك 24:5 و 2مل 11:2
والسبب الثانى هوأنه ”لهما السلطان ان يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرا في ايام
( نبوّتهما“ وهذا فعله إيليا أثناء نبوته الاولى. ( 1مل 1:17
والنار التى تخرج من فمهما وتأآل اعداءهما تعنى أنه لا يستطيع أحد أن يقاوم
أقوالهم. والوحش الصاعد من الهاوية هو ضد المسيح الذى يقتلهما بعد أن يتمما شهادتهما
ولا يسمح بدفنهم. أما المدينة العظيمة التي تدعى روحيا سدوم ومصر فما هى إلا
أوروشليم (حيث صلب ربنا) وهى تدعى روحيا سدوم لأن المدينة المقدسة سوف تصير
رجسة خراب عندما تصبح مرآزا لعبادة المضل. و تدعى أيضا مصر لأنه آما آانت
مصر فى القديم تتضطهد شعب الله فهكذا سوف تصبح أوروشليم قاتلة الأنبياء مرآزا
لإضطهاد الكنيسة.
والقول ”وينظر اناس من الشعوب والقبائل والألسنة والامم جثتيهما ثلاثة ايام
ونصفا“هو أمر آان من المحال تحقيقه فى زمان آتابة السفر أما الان فهو مكن جدا عن
CNN! طريق شبكة
والباقون الذين اعطوا مجدا لاله السماءعند صعودهما إلى السماء هم البقية التى
( ستخلص من اليهود. ( رومية 27:9
والألف ومئتين وستين يوما هو عدد رمزى سوف نشرح معناه فيما يلى.
13
البوق السابع:
”ثم بوق الملاك السابع فحدثت اصوات عظيمة في السماء قائلة قد صارت ممالك
العالم لربنا ومسيحه فسيملك الى ابد الآبدين. والاربعة والعشرون شيخا الجالسون امام
الله على عروشهم خروا على وجوههم وسجدوا للّه قائلين نشكرك ايها الرب الاله القادر
على آل شيء الكائن والذي آان والذي يأتي لانك اخذت قدرتك العظيمة وملكت.
وغضبت الامم فأتى غضبك وزمان الاموات ليدانوا ولتعطى الاجرة لعبيدك الانبياء
والقديسين والخائفين اسمك الصغار والكبار وليهلك الذين آانوا يهلكون الارض. وانفتح
هيكل الله في السماء وظهر تابوت عهده في هيكله وحدثت بروق واصوات ورعود
(19- وزلزلة وبرد عظيم.“ (رؤ 15:11
آما عودنا سفر الرؤيا فإنه فى نهاية آل سبعة من الثلاثة سبعات الضربات فإن
المشهد هو نهاية الزمان. ولكن الوحى المقدس يعود مرة أخرى إلى النقطة السابقة ثم يبدأ
لكى يعطينا تفاصيل عما ينبغى أن يحدث قبل النهاية.
14
المرأه المتسربلة بالشمس
وظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها
وعلى راسها اآليل من اثني عشر آوآبا وهي حبلى تصرخ متمخضة
ومتوجعة لتلد. وظهرت آية اخرى في السماء.هوذا تنين عظيم احمر له
سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان. وذنبه يجر ثلث
نجوم السماء فطرحها الى الارض.والتنين وقف امام المرأة العتيدة ان تلد
حتى يبتلع ولدها متى ولدت. فولدت ابنا ذآرا عتيدا ان يرعى جميع الامم
بعصا من حديد.واختطف ولدها الى الله والى عرشه. والمرأة هربت الى
البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولوها هناك الفا ومئتين وستين
(6- يوما. (رؤ 1:12
يجمع اباء الكنيسة على أن المرأه المتسربلة بالشمس ما هى إلا الكنيسة والتنين العظيم
الأحمرتخبرنا عنه الاية التاسعة أنه ”الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان“
والقول بأن ذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض يفسره اباء الكنيسة
بأنه ثلث الملائكة الذين سقطوا مع إبليس.
حرب فى السماء:
”وحدثت حرب في السماء.ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين
وملائكته ولم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. فطرح التنين العظيم الحية
القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم آله طرح الى الارض وطرحت معه
ملائكته. وسمعت صوتا عظيما قائلا في السماء الآن صار خلاص الهنا وقدرته وملكه
وسلطان مسيحه لانه قد طرح المشتكي على اخوتنا الذي آان يشتكي عليهم امام الهنا
نهارا وليلا. وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.
من اجل هذا افرحي ايتها السموات والساآنون فيها.ويل لساآني الارض والبحر لان
(12- ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.“ (رؤ 7:12
إن هذه المعرآة لم تحدث بعد ولكنها ستحدث فى المستقبل عندما يطرح الشيطان
وملائكته إلى الأرض فلا يصير له سلطان أن يقف أمام الله ليشتكى على أولاد الله مثلما
(3- 11 ) ويهوشع رئيس الكهنة ( ذك 1:3 - فعل مع أيوب (أيوب 9:1
ونزول الشيطان إلى الأرض بعد طرده من السماء هو بداية حكم ضد المسيح
وزمان الضيقة العظيمة وهو أيضاً الزمان الذى يحل فيه الشيطان من سجنه ليضل الامم
(8-7: الذين في اربع زوايا الارض 19 (رؤ 20
19 Augustine of Hippo: City of God, chapter 19
15
هروب الكنيسة:
”ولما رأى التنين انه طرح الى الارض اضطهد المرأة التي ولدت الابن الذآر
فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير الى البرية الى موضعها حيث تعال
زمانا وزمانين ونصف زمان من وجه الحية. فالقت الحية من فمها وراء المرأة ماء
آنهر لتجعلها تحمل بالنهر فاعانت الارض المرأة وفتحت الارض فمها وابتلعت النهر
الذي ألقاه التنين من فمه. فغضب التنين على المرأة وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها
(17- الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح.“ (رؤ 13:12
إن نزول الشيطان إلى الأرض وظهور ضد المسيح سوف يعقبه إضطهاد مرير
للكنيسة، لأن ضد المسيح ”المقاوم والمرتفع على آل ما يدعى الها او معبودا حتى انه
يجلس في هيكل الله آاله مظهرا نفسه انه اله“ ( 2تس 4:2 ) سوف يضطهد آل من لا يسجد
له. ولكن الله الذى أآد لنا أنه سيحمى الكنيسة قد أعد لها مكانا لتهرب فيه من وجه
الشيطان وضد المسيح حيث تعال زمانا وزمانين ونصف زمان أي ثلاث سنين ونصف
وهو عدد رمزى يرمز إلى زمان حكم ضد المسيح الذى يسمى أيضاً بالضيقة العظيمة.
وهروب الكنيسة من وجه ضد المسيح تؤآده لنا آتابات اباء الكنيسه مثل القديس
أبوليدس والقديس يوحنا ذهبى الفم والقديس آيرلس الأوروشليمى واخرون، آما يوصينا
به السيد المسيح: ”فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في
المكان المقدس.ليفهم القارئ. .... فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال. لانه
يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون. ولو لم تقصّر
(22- تلك الايام لم يخلص جسد.ولكن لاجل المختارين تقصّر تلك الايام.“ (مت 15:24
إن السيد المسيح يوصينا بأن نفهم معنى رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي
قائمة في المكان المقدس. واباء الكنيسة يفسرون لنا هذا بأنه يعنى ما قاله بولس الرسول
عن ضد المسيح (رجسة الخراب) وجلوسة فى هيكل الله. (الموضع المقدس) وما يامرنا
به السيد المسيح هو أنه عندما يجلس ضد المسيح فى هيكل الله أي الكنيسة ويدعى أنه إله
فهذا هو وقت هروب الكنيسة إلى موضعها المعد لها من الله، حيث يعولها الله ويحميها
من آل ضرر خلال فترة الضيقة العظيمة.
ويقول بعض الاباء أن الشاهدين أخنوخ و إيليا سوف يرشدون الكنيسة إلى المكان
الذى أعده الله لكنيسته لكي تنقذ من يد أعدائها فى زمان هذه الضيقة العظيمة.
وعندما يرى الشيطان وحليفه ضد المسيح أن الكنيسة قد أفلتت من بين يديه سوف
يحاول أن يهلكها، حينئذ يتدخل الله بطريقة معجزية لإنقاذ الكنيسة.
ويؤآد لنا القديس أبوليدس أن هروب الكنيسة فى زمان الضيقة العظيمة هو ما تنبأ
عنه أشعياء النبى بقوله ”هلم يا شعبي ادخل مخادعك واغلق ابوابك خلفك.اختبئ نحو
لحيظة حتى يعبر الغضب. لانه هوذا الرب يخرج من مكانه ليعاقب اثم سكان الارض“.
( (أش 20:26
إن الضيقة العظيمة هى عقاب الذين سيعبدون ضد المسيح، أما المختارون فسوف
ينجيهم الرب ويعولهم- فى موضع سبق فأعده لهم- حتى يجئ لياخذهم إلى السماء عندما
يأتى على السحاب.
16
رأى خاص:
فى السطور القادمة سوف أعرض رأيى الشخصى وهو مبنى على تحليل بعض
الأحداث المعاصرة وليس له أى سند آتابى أو ابائى.
إن الإصحاح الثانى عشر يتحدث عن هروبين للكنيسة واحد قبل أن يطرح
الشيطان إلى الأرض أى قبل حكم ضد المسيح والضيقة العظيمة وهو مذآور فى الاية
السادسة ”والمرأة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولوها هناك“
أما الهروب الثانى فهو بعد طرح الشيطان إلى الأرض وإضطهاده لها أثناء حكم ضد
المسيح وبداية الضيقة العظيمة، وهو مذآور فى الاية الرابعة عشر: ”فأعطيت المرأة
جناحي النسر العظيم لكي تطير الى البرية الى موضعها حيث تعال زمانا وزمانين
ونصف زمان من وجه الحية“
إن الهروب الأول الذى يسبق الضيقة العظيمة هو مرحلة تمهيدية للهروب الثانى
الذى سيحدث فى بداية الضيقة العظيمة، والذى يصفه سفر الرؤيا بصيغة مختلفة.
الهروب الأول يوصف بهذه الكلمات: ”والمرأه هربت الى البرية“ أما الهروب الثانى
فهو يوصف بكلمات مختلفة: ”فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير الى
البرية“
فى الأول المرأه هربت، ولكن فى الثانى تطير. الأول هروب منظم ليس فيه
إستعجال، أما الثانى فهو هروب عاجل جدا حتى أن الرب يقول لنا عنه: ”الذي على
السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا. والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه. “
(18- (مت 17:24
وهنا أود ان أقترح على القارئ أن الهروب الأول يحدث الان. فمنذ الستينات بدأ
المسيحيون يترآون الشرق الأوسط ويهاجرون إلى بلاد العالم الجديد، وهى ظاهرة لم
تحدث من قبل على الأقل بالنسبة للأقباط. وما حدث لمسيحيى مصر خلال الأربعين سنة
الماضية بدأ يحدث أيضاً لمسيحيى السودان ولبنان والعراق وفلسطين حتى أن جريدة
نشرت مقالا مؤيدا بالإحصائيات تحت عنوان: ”المسيحية تحتضر فى Toronto Star
موضع ميلادها“
وفى إعتقادى إن الهجرة هى المرحلة الأولى، وهى مرحلة لازمة قبل أن تاتى
مرحلة اللجوء عند بدأ الضيقة العظيمة. إن الذين هاجروا الى بلاد العالم الجديد وأسسوا
الكنائس والأديرة ربما يستخدمهم الله ليكونوا رأس الجسر للهروب الثانى العاجل الذى
سيأتى حينما ينزل الشيطان إلى الأرض وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.
وربما يسأل البعض وهل من الممكن أن يهرب آل مسيحيى الشرق الأوسط
والإجابة هي بالنفى لأن الاية الاخيرة فى هذا الإصحاح تخبرنا بأن الشيطان عندما فشل
فى اللحاق بالكنيسة الهاربة غضب... وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها،الذين لم
يهربوا. وما هو مصير هؤلاء ? إن جزاً منهم سوف يستشهد، ولكن آثيرون سيرتدون
ويقبلون المضل . إن الرسول يقول لنا إن السيد المسيح لن ياتي ”ان لم يات الارتداد
اولا ويستعلن انسان الخطية ابن الهلاك“( 2 تس 2:2 ) أى ضد المسيح الذى ستنحنى
أمامه آل رآب الذين ليست أسماؤهم مكتوبة فى سفر الحياة.
17
الثالوث غير المقدس
ثم وقفت على رمل البحر.فرأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون
وعلى قرونه عشرة تيجان وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيته آان شبه
نمر وقوائمه آقوائم دب وفمه آفم اسد واعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانا عظيما.
ورأيت واحدا من رؤوسه آانه مذبوح للموت وجرحه المميت قد شفي وتعجبت آل
الارض وراء الوحش وسجدوا للتنين الذي اعطى السلطان للوحش وسجدوا للوحش
قائلين من هو مثل الوحش. من يستطيع ان يحاربه. وأعطي فما يتكلم بعظائم وتجاديف
(5- وأعطي سلطانا ان يفعل اثنين واربعين شهرا. (رؤ 1:13
إن الإصحاح الثانى عشر ينتهى بنزول الشيطان إلى الأرض ويبدأ الإصحاح
الثالث عشر بظهور ضد المسيح وهذين الحدثين مرتبطين حيث لا إمكانية لأن يحدث
الواحد دون الاخر إن ضد المسيح يوصف بأنه وحش طالع من البحر والبحر يرمز إلى
الخطية لذلك لا يوجد بحر فى الأرض الجديدة ”ثم رأيت سماء جديدة وارضا جديدة لان
( السماء الاولى والارض الاولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد. “ (رؤ 1:21
ويصفه سفر الرؤيا بأنه شبه نمر وقوائمه آقوائم دب وفمه آفم اسد وهى تعبيرات
رمزية ترمز إلى بطشه وقوته.
الرؤوس السبعة:
إن الإصحاح السابع عشر يعطينا تفاصيل عن هذه السبعة رؤوس، انهاترمز إلى
سبعة ملوك، خمسة سقطوا وواحد موجود والآخر لم يأت بعد.
فمن يا ترى هم هؤلاء الملوك? إنهم ملوك إضطهدوا شعب الله، آل منهم هو مثال
صغير لضد المسيح.
وأول هؤلاء هو فرعون ملك مصر الذى أذل شعب الله وأراد أن يبيدهم بجيشه،
ولكن الله أغرق جيش فرعون وأخرج شعبه إلى برية سيناء حيث عالهم أربعين عاماً.
وهكذا سيفعل الله مع آنيسته عندما يهاجمها الشيطان وصنيعته ضد المسيح، سوف تفتح
الأرض فاها وتبتلع المياه التى يلقونها وراء الكنيسة. وآما أخرج الله شعبه إلى برية
سيناء لكى يعولهم، فهكذا أيضاً سيخرج آنيسته إلى البرية حيث تعال زمانا وزمانين
ونصف زمان من وجه الحية.
والرأس الثانى هو بنهدد ملك ارام الذى حاصر السامرة وآان جوع شديد في
29 ) ولكن الرب اسمع جيش - السامرة حتى صارت النساء تأآل أطفالهن ( 2مل 24:6
الاراميين صوت مرآبات وصوت خيل صوت جيش عظيم ... فقاموا وهربوا في
(7- العشاء وترآوا خيامهم وخيلهم وحميرهم ( 2مل 6:7
والرأس الثالث هو سنحاريب ملك اشور الذى دخل يهوذا ونزل على المدن
الحصينة ثم حاصر أوروشليم مزمعاً أن يدمرها. وطلب حزقيا الملك من أشعياء النبى أن
يتشفع عن المدينة المقدسة وعن شعب الله، وسمع الله لصلواتهم فخرج ملاك الرب
18
وضرب من جيش اشور مئة وخمس وثمانين الفا. فلما بكروا صباحا اذا هم جميعا
جثث ميتة. وهذا الملك هو مثال لضد المسيح الذى سوف يحاصر الكنيسة مزمعاً أن
يدمرها ولكن الله سوف ينقذ الكنيسة ويدمر الشعوب التى إجتمعت عليها.
والرأس الرابع هو نبوخذناصّر ملك بابل الذى صنع تمثالا من ذهب وأمر أن آل
من لا يسجد للتمثال يلقى فى أتون النار. وفى زمان ضد المسيح سوف يصنع صورة
للوحش (ضد المسيح) ويجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون. ولكن آما
أنقذ الله الثلاثة فتية الذين لم يسجدوا للتمثال من أتون النار، هكذا سوف ينقذ الله أولاده
الذين يرفضون السجود للوحش وصورته من الضيقة العظيمة التى آان أتون النار مثالا
لها. بل إن هذا التمثال الذى صنعه نبوخذناصّر هو مثال لضد المسيح إذ آان طوله ستون
ذراعا وعرضه ست اذرع وهذا شبيه بعدد إسم ضد المسيح الذى هو ست مئة وستة
وستون.
الذى دنس Antiochus Epiphanes والرأس الخامس هو انتيوآس الشهير
المذبح الذى بناه عزرا وجعل عليه رجسة خراب وأمر الناس أن يبخروا لها وبهذا صار
مثلا لضد المسيح الذى يسمى أيضاً برجسة الخراب.
هؤلاء هم الخمسة الذين سقطوا أما الواحد الموجود فهو الدولة الرومانية التى
إضطهدت الكنيسة وفى عهدها نفى يوحنا الحبيب إلى جزيرة بطمس.
والاخر الذى لم يأت بعد (فى وقت آتابة سفر الرؤيا) هو شخص ولد فى القرن
السادس و استحدث نظاما دينيا وإجتماعيا إنتشر فى العالم آله. ويعتقد البعض أن هذا
هو الرأس المذبوح للموت وجرحه المميت قد شفى لأن الجرح المميت يرمز لهزيمة
حربية ولكن بالرغم من هذا فإن هذا النظام عاد إلى قوته مرة أخرى.
إن ضد المسيح سوف يجمع فى ذاته آل صفات الذين سبقوه ولهذا يوصف هؤلاء
بأنهم رؤوسه السبعة.
علاقته بالشيطان:
يخبرنا سفر الرؤيا بأن التنين (الشيطان) اعطاه قدرته وعرشه وسلطانا
عظيما ولهذا ”تعجبت آل الارض وراء الوحش وسجدوا للتنين الذي اعطى السلطان
للوحش وسجدوا للوحش قائلين من هو مثل الوحش “
زمان حكمه:
”وأعطي سلطانا ان يفعل اثنين واربعين شهرا“ أى ثلاثة سنين ونصف (زمان و
زمانين ونصف زمان) وهذا العدد رمزى ويعنى زمان ناقص أى لا يكتمل لأنه إن آان
العدد سبعة يرمز إلى الكمال فإن نصف السبعة يرمز إلى عدم الكمال. ولهذا يعلمنا السيد
المسيح بأنه ”لو لم تقصّر تلك الايام لم يخلص جسد.ولكن لاجل المختارين تقصّر تلك
الايام. “
أما العشرة قرون فهى عشرة ملوك يتحالفون مع ضد المسيح الوحش آما يخبرنا
الإصحاح السابع عشر. ويعتقد البعض أن هؤلاء هم دول الإتحاد الأوروبى.
19
إضطهاده للكنيسة:
”وأعطي ان يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم وأعطي سلطانا على آل قبيلة
ولسان وامّة. فسيسجد له جميع الساآنين على الارض الذين ليست اسماؤهم مكتوبة منذ
تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح. من له اذن فليسمع. ان آان احد يجمع
سبيا فالى السبي يذهب. وان آان احد يقتل بالسيف فينبغي ان يقتل بالسيف.هنا صبر
( 10- القديسين وايمانهم.“ (رؤ 7:13
إن آثيرين يتسائلون: آيف يسمح الله له أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم? ان
هؤلاء القديسين الذين سوف يحاربهم ويغلبهم هم المدعوون إلى الإستشهاد بحسب إرادة
الله. إنه سيظن أنه غلبهم ولكن سفر الرؤيا يقول لنا عكس ذلك: ”وهم غلبوه بدم
الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.“ (رؤ 11:12 ) أما بقية القديسين
الذين لم يدعوهم الله للإستشهاد بل للهروب حينما قال: ”حينئذ ليهرب الذين في اليهودية
الى الجبال.… الخ“ (مت 16:24 ) فهؤلاء سيكونون محفوظين فى المكان المعد لهم
من الله، وهؤلاء هم الذين سوف يرون الرب قادما على السحاب.
ولكن بسبب هذا الإضطهاد سيرتد آثيرين وسيسجدون للوحش وللتنين، وهؤلاء هم
”الذين ليست اسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح.“
النبى الكذاب:
”ثم رأيت وحشا آخر طالعا من الارض وآان له قرنان شبه خروف وآان يتكلم
آتنين. ويعمل بكل سلطان الوحش الاول امامه ويجعل الارض والساآنين فيها يسجدون
للوحش الاول الذي شفي جرحه المميت. ويصنع آيات عظيمة حتى انه يجعل نارا تنزل
من السماء على الارض قدام الناس. ويضل الساآنين على الارض بالآيات التي أعطي
ان يصنعها امام الوحش قائلا للساآنين على الارض ان يصنعوا صورة للوحش الذي
آان به جرح السيف وعاش. وأعطي ان يعطي روحا لصورة الوحش حتى تتكلم صورة
الوحش ويجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون. ويجعل الجميع الصغار
والكبار والاغنياء والفقراء والاحرار والعبيد تصنع لهم سمة على يدهم اليمنى اوعلى
جبهتهم وان لا يقدر احد ان يشتري او يبيع الا من له السمة او اسم الوحش او عدد
اسمه. هنا الحكمة. من له فهم فليحسب عدد الوحش فانه عدد انسان.وعدده ست مئة
(18- وستة وستون.“ (رؤ 11:13
إن هذا الوحش الثانى هو النبى الكذاب الذى سوف يشهد لضد المسيح آما شهد
يوحنا المعمدان للسيد المسيح. ويذآر لنا سفر الرؤيا أن ”له قرنان شبه خروف وآان
يتكلم آتنين“ أى أنه يبدو آحمل ولكنه شيطان. وسوف يضل هذا النبى الكذاب الساآنين
على الارض بالايات الكاذبة التى يصنعها. أما النار التى تنزل من السماء فيظن بعض
المفسرين الأرثوذآس بأنه سوف يجعل ألسنة نار تنزل على أتباعه آما حدث فى يوم
الخمسين.
20
صورة الوحش:
يعتقد الكثيرين أن صورة الوحش المتكلمة ما هى إلا التليفزيون أو الكومبيوتر
الذين سوف يستخدمهما ضد المسيح والنبى الكذاب فى خداع الناس. وسوف يصدر أمر
بأن آل من لا يسجد عند ظهورصورة ضد اٌلمسيح على الشاشة لا بد أن يقتل.
سمة الوحش:
يقول لنا القديس أبوليدس ”أنه آما أعطا السيد المسيح أتباعه علامة الصليب
المحيى فبالمثل سوف يعطى ضد المسيح علامته الخاصة لأتباعه ليضعونها على يدهم
اليمنى وعلى جباههم حتى لا يتمكن أحد منهم أن يرسم علامة الصليب على جبهته بيده
اليمنى لأن يده ستصير مربوطة ومن تلك الساعة لا تصير له قوة بل يصبح عبداً للمضل
مرتبطاً به وليس له توبة بل هو قد صارمفقوداً من الله ومن البشر“ 20
يجعل هذا الأمر ممكنا، Biometrics ولا شك إن التقدم الذى حدث فى مجال ال
فحاليا يمكن معرفة الشخص بواسطة فحص عينيه (جبهته) أو بوضع يده اليمنى فوق
Scanner . قارئ إليكترونى
عدد الوحش:
إن الحروف اليونانية وآذلك العبرية تستخدم أيضاً آأعداد، وبهذا يصبح ممكنا
حساب إسم أي شخص بجمع الأرقام المقابلة للحروف التى بإسمه. وسفر الرؤيا يخبرنا
بأن عدد الوحش أي ضد المسيح هو 666 . ولكن التعلق بحساب إسم أى شخص نظن أنه
قد يكون هو الوحش هو غير نافع لنا، لأن الوحى المقدس قد أعطانا علامات آثيرة
نستطيع بها أن نعرف المضل إذا ظهر فى زماننا.
آيف يضل ضد المسيح العالم:
إن ضد المسيح سوف يقنع اليهود بأنه مسيحهم الذى ما زالوا ينتظرونه. وسوف
يقنع أولئك المسيحيين الذين يؤمنون ببدعة الحكم الألفى بأنه المسيح الاتى ليحكم على
الأرض ألف سنة بحسب اعتقادهم. وبعض من المسلمين يعتقدون فى ظهور الإمام
المهدى قبل نهاية العالم، ولهؤلاء سوف يقدم نفسه لهم على أنه هو المهدى المنتظر.
وللهندوس سوف يقول أنه الإله آريشنا فى ظهوره الثانى. أما البوذيين فسوف يقنعهم
بأنه مسيحهم المنتظر مايتريا .
إن التنين أي الشيطان والوحش أي ضد المسيح والنبى الكذاب يصفهم البعض
بالثالوث غير المقدس. لأنه آما أن الله قد أظهر ذاته لنا فى ثالوث مقدس، هكذا سيظهر
الشيطان ذاته للعالم بهذا الثالوث غير المقدس.
20 Hippolytus: Discourse on the end of the world and on Antichrist
21
الإصحاح الرابع عشر
”ثم نظرت واذا خروف واقف على جبل صهيون ومعه مئة واربعة واربعون الفا لهم
اسم ابيه مكتوبا على جباههم. وسمعت صوتا من السماء آصوت مياه آثيرة وآصوت
رعد عظيم.وسمعت صوتا آصوت ضاربين بالقيثارة يضربون بقيثاراتهم. وهم
يترنمون ترنيمة جديدة امام العرش وامام الاربعة الحيوانات والشيوخ ولم يستطع احد ان
يتعلّم الترنيمة الا المئة والاربعة والاربعون الفا الذين اشتروا من الارض. هؤلاء هم
الذين لم يتنجسوا مع النساء لانهم اطهار.هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما
ذهب.هؤلاء اشتروا من بين الناس باآورة للّه وللخروف وفي افواههم لم يوجد غش
(5- لانهم بلا عيب قدام عرش الله.“ (رؤ 1:14
مرة أخرى يأخذنا سفر الرؤية إلى السماء حيث الكنيسة المنتصرة وذلك لكى
يطمئنا بعد أحداث الإصحاح السابق المخيفة. إن الخروف الواقف على جبل صهيون هو
السيد المسيح، والمئة واربعة واربعون الفا هم الذين أنتصروا على الوحش ورفضوا أن
يقبلوا سمته على جباههم، بل لهم اسم ابيه مكتوبا على جباههم. وهم يرنمون ترنيمة
جديدة خاصة بهم.
ويصفهم سفر الرؤيه بأنهم لم يتنجسوا مع النساء لانهم اطهار. وهنا ينبغى لنا أن
نفهم معنى الطهارة فى الكتابات النبوية. إن العهد القديم آثيرا ما يستعمل آلمة الزنى
آمرادف لعبادة الأوثان، بل يستخدمها سفر الرؤية فى وصف دولة آبيرة تسمى رمزيا
بابل أم الزوانى. ولا شك أن قبول سمة الوحش أو عدد إسمه هو نوع من الزنى الروحى.
وأيضا يمكننا أن نقول أن الذين رفضوا السجود للمضل هم أطهار.
وهناك تفسير تقليدى نجده فى سنكسار آنيستنا القبطية وهو أن هؤلاء هم أطفال
بيتلحم، وقبولنا لهذا التفسير ليس معناه رفض للتفسير الأول.
الملائكة الثلاثة:
”ثم رأيت ملاآا آخر طائرا في وسط السماء معه بشارة ابدية ليبشر الساآنين على
الارض وآل امة وقبيلة ولسان وشعب قائلا بصوت عظيم خافوا الله واعطوه مجدا لانه
قد جاءت ساعة دينونته واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه. ثم تبعه
ملاك آخر قائلا سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة لانها سقت جميع الامم من
خمرغضب زناها ثم تبعهما ملاك ثالث قائلا بصوت عظيم ان آان احد يسجد للوحش
ولصورته ويقبل سمته على جبهته او على يده فهو ايضا سيشرب من خمر غضب الله
المصبوب صرفا في آاس غضبه ويعذب بنار وآبريت امام الملائكة القديسين وامام
الخروف. ويصعد دخان عذابهم الى ابد الآبدين ولا تكون راحة نهارا وليلا للذين
يسجدون للوحش ولصورته ولكل من يقبل سمة اسمه. هنا صبر القديسين هنا الذين
(12- يحفظون وصايا الله وايمان يسوع.“ (رؤ 6:14
إن الملاك الاول يدعو الناس الى مخافة الله وتمجيده والسجود له، وينذرهم بأن
ساعة الدينونة قد إقتربت.
22
والملاك الثانى يعلن عن سقوط بابل المدينة العظيمة. وقد خصص سفر الرؤيا
الإصحاحين السبع عشر والثامن عشر لشرح هذا الحدث الكبير، وسوف نعالج هذين
الإصحاحين قبل الإصحاح الخامس عشر والسادس عشر، لأن الأحداث فى سفر الرؤية
ليست مرتبة ترتيبا زمنيا آما ذآرنا سابقاً.
. أما الملاك الثالث فيحذر الناس من السجود للوحش أو صورته ومن قبول سمته
وبعد ذلك يذآرنا سفر الرؤيا بأهمية الصبر فى وقت النهاية وهو ما قاله الرب يسوع
( أيضاً ان ”الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.“ (مت 13:24
المجئ الثانى:
”ثم نظرت واذا سحابة بيضاء وعلى السحابة جالس شبه ابن انسان له على راسه
اآليل من ذهب وفي يده منجل حاد. وخرج ملاك آخر من الهيكل يصرخ بصوت عظيم
الى الجالس على السحابة ارسل منجلك واحصد لانه قد جاءت الساعة للحصاد اذ قد يبس
حصيد الارض. فالقى الجالس على السحابة منجله على الارض فحصدت الارض ثم
خرج ملاك آخر من الهيكل الذي في السماء معه ايضا منجل حاد وخرج ملاك آخر من
المذبح له سلطان على النار وصرخ صراخا عظيما الى الذي معه المنجل الحاد قائلا
ارسل منجلك الحاد واقطف عناقيد آرم الارض لان عنبها قد نضج. فالقى الملاك
منجله الى الارض وقطف آرم الارض فالقاه الى معصرة غضب الله العظيمة وديست
المعصرة خارج المدينة فخرج دم من المعصرة حتى الى لجم الخيل مسافة الف وست
(20- مئة غلوة.“ (رؤ 14:14
وآعادة سفر الرؤيا تأتى بنا النبوة إلى المجئ الثانى للسيد المسيح ولكن الروح
القدس يعود لكى يعطينا تفاصيل جديدة عما ينبغى أن يصير قبل أن تأتى النهاية. وهنا
نجد تشابها مع ما جاء بمتى 24 بهذا الخصوص.
يبدأ المشهد بالسيد المسيح (ابن الانسان) آتيا على سحاب السماء. ( مت 30:24 ) ثم
نجده يرسل منجله ليحصد الأرض. وبعد هذا نرى ملاآاً اخر يرسل منجلا اخر ليقطف
عناقيد آرم الارض. فما معنى هذا?
إن المنجل الأول يطابق قول السيد المسيح: ”فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت
( فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها“ (مت 31:24
إنه حصاد المختارين، حينما ”نخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في
( الهواء.وهكذا نكون آل حين مع الرب“ ( 1 تس 17:4
أما الحصاد الثانى فهو ما سيحدث بعد إختطاف المختارين. إنه حصاد الأثمة، وهو
ما يصفه لنا بطرس الرسول بقوله: ”تحترق الارض والمصنوعات التي فيها“ ( 2 بط
10:3 ) ولعل الدليل على هذا أن الملاك الذى أمر بهذا الحصاد هو الملاك الذى له
سلطان على النار .
23
معنى الإختطاف عند الكنائس التقليدية:
إن الإختطاف عند الكنائس التقليدية أي الأرثوذآسية والكاثوليكية بل وعند آثير
من الكنائس البروتستانتية مثل اللوثريين والأنجليكان (الأسقفيين) والمشيخيين يعنى
إختطاف الأحياء الباقين عند مجئ الرب الثانى، هؤلاء الذين هربوا أثناء الضيقة
العظيمة إلى المكان المعد للكنيسة من قبل الرب، حيث تعال الكنيسة فى زمان الضيقة
العظيمة. أي أن هذا الأختطاف هو بعد إنتهاء الضيقة العظيمة، وعند المجئ الثانى للسيد
المسيح.
ولكن البعض يظنون أن الإختطاف سيحدث قبل الضيقة العظيمة، حين يأتى السيد
المسيح لإختطاف الكنيسة إلى السماء (حسب ظنهم،) حتى ينقذها من الضيقة العظيمة،
ثم تعود الكنيسة مرة أخرى إلى الأرض بعد إنتهاء الضيقة العظيمة.
وهذه البدعة بدأت منذ حوالى مئة وخمسين سنه عند الأخوة البلاميس، ولكنها
إنتشرت الان لتشمل المعمدانيين والخمسينيين والإنجيليين وخصوصاً وعاظ التليفزيون.
وللأسف فإن بعضاً من آهنتنا الأقباط يرددون هذه البدعة فى عظاتهم وتسجيلاتهم، مثل
الاب مكارى يونان والاب أرميا بولس.
وخطورة بدعة الإختطاف أنها تجعل من يؤمن بها لا يهتم بمعرفة أي شئ عن ضد
المسيح أو الضيقة العظيمة، ظاناً أن السيد المسيح سيأتى لإختطافه قبل ذلك، فلا يرى
إحتياجاً لأن يقرأ آتابا مثل هذا الكتاب الذى بين يديك. وللأسف لوحدثت هذه الأمور
خلال وجوده على الأرض سوف لا يكون مستعداً لها.
وحيث أن الذين يؤمنون بالإختطاف يؤمنون أيضاً بالحكم الألفى فهم أيضاً فى
خطرٍ من ان يظنوا أن مجئ ضد المسيح هو المجئ المزعوم للحكم الألفى للسيد المسيح،
وهكذا يقعون بسهولة فى براثن المضل.
24
الزانية العظيمة
مقدمة:
يصف لنا سفر الرؤية دولة عظمى سوف تدمر عند نهاية حكم ضد المسيح وقرب
نهاية العالم. وهذه الدولة العظمى تدعى رمزياً بابل. وخراب بابل سيكون مفاجئاً ولحظيا
مثلما حدث لسادوم وعمورة: ”ويل ويل.المدينة العظيمة بابل المدينة القوية.لانه في
ساعة واحدة جاءت دينونتك.“ (رؤ 10:18 ) ”ويل ويل.المدينة العظيمة المتسربلة ببز
وارجوان وقرمز والمتحلية بذهب وحجر آريم ولؤلؤ لانه في ساعة واحدة خرب غنى
مثل هذا“ (رؤ 16:18 ) ”ويل ويل.المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم
( سفن في البحر من نفائسها لانها في ساعة واحدة خربت.“ (رؤ 19:18
وهذا الخراب سيكون آدينونة لها من الله من أجل خطاياها الكثيرة: ”لان خطاياها
( لحقت السماء وتذآر الله آثامها.“ ( رؤ 5:18
وقد أجمع اباء الكنيسة الأولى على أن بابل هو إسم رمزى للدولة الرومانية التى
إضطهدت الكنيسة، وسوف يعاقبها الله بهذا الخراب المفاجئ.
آان إعتقاد الاباء أن نهاية العالم ومجئ السيد المسيح سوف يحدث فى أيامهم (آما
يعتقد البعض الان) وآانت الدولة الرومانية هى الدولة العظمى الوحيدة الموجودة والتى
يمكن أن تنطبق عليها أوصاف بابل.
ولكن إذا فحصنا هذا الأمر بتدقيق سنجد مشاآل آثيرة فى هذا التفسير. إن الدولة
الرومانية لم يتم خرابها فى ساعة واحدة بل إندثرت على مدى عشرات السنين. وسفر
الرؤيا أيضاً يؤآد أن هذا الخراب سيتم فى زمان ضد المسيح، بل وقرب نهاية حكمه،
وقد إندثرت الدولة الرومانية منذ عشرة قرون ولم يأت ضد المسيح بعد.
فمن إذن بابل هذه? إنها دولة عظمى ستكون موجودة وقت النهاية لها قوة وغنى
الدولة الرومانية. Life style وأسلوب حياة
الوحش القرمزى:
”فمضى بي بالروح الى برية فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء
اسماء تجديف له سبعة رؤوس وعشرة قرون. والمرأة آانت متسربلة بارجوان وقرمز
ومتحلية بذهب وحجارة آريمة ولؤلؤ ومعها آاس من ذهب في يدها مملوءة رجاسات
ونجاسات زناها وعلى جبهتها اسم مكتوب.سرّ.بابل العظيمة ام الزواني ورجاسات
( 5- الارض.“ (رؤ 3:17
إن الوحش القرمزى هو الذى يتحدث عنه إصحاح 13 ، إنه ضد المسيح. والمرأة
جالسة على الوحش، أى تسير فى طريقه ولكنها ليست تحت سلطانه. وإذا قارننا هذه
المرأه بالكنيسة، نجد الكنيسة متسربلة بالشمس (شمس البر) بينما هذه المرأة متسربلة
بارجوان وقرمز، أى بمجد العالم. وهى مملؤة نجاسة وزنى.
25
وهنا نقف قليلاً لنتحدث عن معنى الزنى: فى العهد القديم، آانت عبادة الأوثان توصف
( بأنها زنى. (قض 17:2 ، أر 2:3 ، أش 21:1 ، حز 30:20
ولكن فى العهد الجديد يتسع المعنى ليشمل محبة العالم، ”ايها الزناة والزواني أما
تعلمون ان محبة العالم عداوة للّه.“ (يع 4:4 ) إن القديس يعقوب فى رسالته يصف الذين
يحبون العالم بأنهم زناه وزوانى. ولا شك أن محبة العالم والأشياء التى فى العالم هى
نوع من عبادة الأوثان آما يخبرنا بولس الرسول: ”فاميتوا اعضاءآم التي على الارض
الزنى النجاسة الهوى الشهوة الرديّة الطمع الذي هو عبادة الاوثان“ (آو 5:3 ) والطمع هنا
فالمرأة إذن التى يصفها سفر الرؤية بأنها زانية covetousness. هو إشتهاء العالميات
فهذا إنما لتعلقها الشديد بالأمور العالمية ممثلة فى الارجوان والقرمز و الذهب والحجارة
الكريمة واللؤلؤ.
العشرة قرون:
لقد تحدثنا عن سبعة رؤوس الوحش والان نبحث فى العشرة قرون. إن القرن فى
لغة الرؤيا يعبر عن ملك: ”والعشرة القرون التي رأيت هي عشرة ملوك لم يأخذوا ملكا
بعد لكنهم يأخذون سلطانا آملوك ساعة واحدة مع الوحش. هؤلاء لهم رأي واحد
ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم. هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لانه
(14- رب الارباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.“ (رؤ 12:17
وهؤلاء الملوك ”لهم رأى واحد ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم.“ أى أنهم
مجموعة من الدول لهم إتحاد بعضهم مع بعض، وهم يدخلون فى تحالف عسكرى مع
الوحش (ضد المسيح) ويشترآون معه فى محاربة الخروف والذين معه أي المدعوون
والمختارون والمؤمنون. ويظن بعض المفسرين إنه إن آانت هذه النبوات ستتحقق فى
زماننا فإن هؤلاء الملوك هى دول الإتحاد الأوروبى. والرقم عشرة رمزى ويعنى عدد
.99- او أى عدد من 10 two digit number ثنائى
ثم يعود سفر الرؤية فيخبرنا بأن العشرة قرون ”سيبغضون الزانية وسيجعلونها
خربة وعريانة ويأآلون لحمها ويحرقونها بالنار. لان الله وضع في قلوبهم ان يصنعوا
( رأيه وان يصنعوا رأيا واحدا ويعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل اقوال الله.“ (رؤ 16:17
وهنا يخبرنا الوحى المقدس بأن الله هو الذى وضع فى قلوبهم ان يصنعوا رأيه، أى
أن الله إنما يستخدمهم لتنفيذ أغراضه، أي فى معاقبة الزانية من أجل ”خطاياها التى
( لحقت السماء.“ (رؤ 5:18
من هى الزانيه?
إن سفر الرؤية لا يخبرنا علانية عن ماهية هذه الزانية ولكنه يعطينا بعض
الأوصاف التى يمكن لنا أن نستخدمها فى إستنتاج المعنى المقصود. فمثلا يقول لنا إنها
26
المدينة العظيمة التي لها ملك على ملوك الارض.“ (رؤ 18:17 ) وهذا يعنى أنها دولة
ثم يعود ويخبرنا بأن ”المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة Super power عظمى
هي شعوب وجموع وامم وألسنة.“ (رؤ 17:15 ) ومعنى هذا أن هذه الدولة العظمى
تتكون من شعوب آثيرة من أمم ولغات متعددة.
ثم يعود الوحى المقدس ليخبرنا بأن ”تجار الارض استغنوا من وفرة نعيمها “
7 ) ومعنى هذا أنها دولة غنية جدا. - وبأنها ”مجدت نفسها وتنعمت“ (رؤ 3:18
حزن العالم على خرابها:
”وسيبكي وينوح عليها ملوك الارض الذين زنوا وتنعموا معها حينما ينظرون
دخان حريقها واقفين من بعيد لاجل خوف عذابها قائلين ويل ويل.المدينة العظيمة بابل
المدينة القوية.لانه في ساعة واحدة جاءت دينونتك. ويبكي تجار الارض وينوحون
عليها لان بضائعهم لا يشتريها احد فيما بعد بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم
واللؤلؤ والبز والارجوان والحرير والقرمز وآل عود ثيني وآل اناء من العاج وآل اناء
من اثمن الخشب والنحاس والحديد والمرمر وقرفة وبخورا وطيبا ولبانا وخمرا وزيتا
(13- وسميذا وحنطة وبهائم وغنما وخيلا ومرآبات واجساد ونفوس الناس.“ (رؤ 9:18
إن ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا معها، أى إشترآوا معها فى خطية محبة
العالم، التى هى عبادة للأوثان، سوف يبكون عليها ويصفونها بأنها عظيمة وقوية.
وتجار الأرض يبكون وينوحون لان بضائعهم لا يشتريها احد فيما بعد، أي أن هذه
الدولة العظمى القوية التى ستخرب فى ساعة واحدة هى أآبر بلد تستورد البضائع من
آل تجار الأرض.
ثم يعطينا سفر الرؤية قائمة بهذه البضائع التى آانت تستوردها. وإذا فحصنا هذه
والعجيب أن هذه البضائع تشمل Luxury goods القائمة نجدها بضائع رفاهية
”اجساد ونفوس الناس“ أى أن هذه الدولة العظمى تجتذب المهاجرين من جميع أنحاء
العالم.
وآل ربان وآل الجماعة في السفن والملاحون وجميع عمال البحر وقفوا من
بعيد وصرخوا اذ نظروا دخان حريقها قائلين اية مدينة مثل المدينة
العظيمة. وألقوا ترابا على رؤوسهم وصرخوا باآين ونائحين قائلين.ويل
ويل.المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من
(19- نفائسها لانها في ساعة واحدة خربت. (رؤ 17:18
مرة أخرى نرى مقدار عظمة وغنى هذه الدولة وآمية البضائع التى آانت تستوردها
(استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر،) قبل أن ياتى خرابها المفاجئ، ”فى ساعة
واحدة“
27
ويخبرنا سفر الرؤية بأن هذا الخراب سيكون تاما:ً ”ورفع ملاك واحد قوي حجرا
آرحى عظيمة ورماه في البحر قائلا هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة ولن توجد
فيما بعد. وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق لن يسمع
فيك فيما بعد.وآل صانع صناعة لن يوجد فيك فيما بعد.وصوت رحى لن يسمع فيك فيما
بعد. ونور سراج لن يضيء فيك فيما بعد.وصوت عريس وعروس لن يسمع فيك فيما
(23- بعد.“ (رؤ 21:18
إن مثل هذا الخراب المفاجئ والتام، والتعبير: ”ينظرون دخان حريقها واقفين من
بعيد،“ إنما يعنى شيئاً واحدا:ً حرب نووية أخرى تحدث بعد الأولى التى يهلك فيها ثلث
سكان العالم. أي أن هذين الإصحاحين إنما يصفان لنا الحرب العالمية الرابعة.
السماء تفرح لأجل دينونة الزانية:
”افرحي لها ايتها السماء والرسل القديسون والانبياء لان الرب قد دانها
دينونتكم … اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشترآوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها
(5- لان خطاياها لحقت السماء وتذآر الله آثامها.“ (رؤ 20:18 و 4
إن السماء ستفرح مع الرسل القديسون والانبياء لأن هذه الدينونة هى من عند الله،
وبحسب قصده الإلهى. والوحى المقدس يأمر المختارين، الذين يدعوهم الله ”شعبى“ بأن
يخرجوا منها حتى لا يهلكوا فيها. ومن الممكن أن الشاهدين أخنوخ وإيليا سوف يحذران
شعب الله بالخروج منها والهروب إلى المكان المعد من الله، الذى فيه يعول الكنيسة
ويحميها حتى يعبر الغضب.
سبب دينونة الزانية:
إن سفر الرؤية يعطينا أربعة أسباب لدينونة بابل والسبب الأول أنها ”مجدت نفسها
وتنعمت.“ (رؤ 7:18 ) وهناك مثل اخرلإنسان آان يعيش بنفس الإسلوب: ”آان
انسان غني وآان يلبس الارجوان والبز وهو يتنعم آل يوم مترفها.“ (لو 19:16 ) ونحن
نعلم نهاية هذا الإنسان.
والسبب الثانى هو إنها آانت ”تقول في قلبها انا جالسة ملكة ولست ارملة ولن
ارى حزنا. “ (رؤ 7:18 ) أى أنها إتكلت على قوتها وغناها.
والسبب الثالث هو أنه قد ”زنى معها ملوك الارض وسكر سكان الارض من
خمر زناها.“ (رؤ 2:17 ) أى أنها قد شجعت بقية العالم على الزنى أى محبة العالم.
بسحرك ضلت جميع الامم.“ (رؤ 23:18 ) لقد أضلت أمم الأرض بتشجيعهم على تقليد
أسلوبها فى الحياة.
والسبب الأخير هو أنه ”فيها وجد دم انبياء وقديسين وجميع من قتل على
الارض“. (رؤ 24:18 ) إنها بالرغم من آونها قوة عسكرية هائلة، إلا إنها أغمضت
عينيها عن إضطهاد الوحش للقديسين، ولم تحرك إصبعاً للدفاع عنهم.
28
السبعة جامات
ثم رأيت آية اخرى في السماء عظيمة وعجيبة.سبعة ملائكة معهم السبع
الضربات الاخيرة لان بها اآمل غضب الله . ورأيت آبحر من زجاج
مختلط بنار والغالبين على الوحش وصورته وعلى سمته وعدد اسمه واقفين
على البحرالزجاجي معهم قيثارات الله. وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله
وترنيمة الخروف قائلين عظيمة وعجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله القادر
على آل شيء عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين. من لا يخافك يا
رب ويمجد اسمك لانك وحدك قدوس لان جميع الامم سيأتون ويسجدون
(4- امامك لان احكامك قد أظهرت. ( رؤ 1:15
قبل أن تبدأ السبع ضربات الأخيرة التى بها يكمل غضب الله، يرينا الروح القدس
الكنيسة المنتصرة. إن البحر الزجاجى المختلط بالنار ربما يرمز الى الضربات السبعة
الأخيرة، ولكننا نرى المختارين، الغالبين على الوحش وصورته وعلى سمته وعدد اسمه
واقفين على البحر الزجاجي معهم قيثارات الله. أى أن هذه الضربات لن تؤثر عليهم، إذ
هى آما سنرى موجهة ضد مملكة الوحش. وهؤلاء الغالبون يرتلون ترنيمة موسى عبد
الله وترنيمة الخروف، أي أن بعضهم من البقية من اليهود التى لا بد أن تخلص فى
النهاية، (رومية 27:9 ) والبعض هم من آنيسة العهد الجديد.
”ثم بعد هذا نظرت واذا قد انفتح هيكل خيمة الشهادة في السماء وخرجت السبعة
الملائكة ومعهم السبع الضربات من الهيكل وهم متسربلون بكتان نقي وبهي ومتمنطقون
عند صدورهم بمناطق من ذهب وواحد من الاربعة الحيوانات اعطى السبعة الملائكة
سبعة جامات من ذهب مملوءة من غضب الله الحي الى ابد الآبدين. وامتلأ الهيكل
دخانا من مجد الله ومن قدرته ولم يكن احد يقدر ان يدخل الهيكل حتى آملت سبع
(8- ضربات السبعة الملائكة. “ (رؤ 5:15
إن هؤلاء السبعة ملائكة هم غالباً السبعة رؤساء الملائكة. وهيكل خيمة الشهادة في
السماء هو الذى أراه الله لموسى النبى عندما أمره بأن يصنع للرب ”مقدسا لاسكن في
(9- وسطهم. بحسب جميع ما انا أريك من مثال المسكن.“ (خر 8:25
والدخان الذى ملأ الهيكل علامة على غضب الله العظيم على البشرية التى إرتدت
عن الإله الذى خلقها على صورته ومثاله، لكى تسجد للمضل وللشيطان الذي أعطاه
2) والقول بأنه لم يكن احد يقدر ان يدخل : ”قدرته وعرشه وسلطانا عظيما“. (رؤ 12
الهيكل حتى آملت سبع ضربات السبعة الملائكة معناه أن الحكم بفناء البشرية أصبح
حكماً نهائيا، وأن أيا من الملائكة أو القديسين سوف لا يقدر أن يدخل إلى الهيكل لكى
يتشفع فى جنس البشر.
إن ضربات السبع جامات الاخيرة ربما تمثل الأرض وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة.
ولم أجد فى آتابات الاباء ما يفيدنا فى فهم تلك الضربات.
29
رأى خاص:
مرة أخرى التمس من القارئ إذناً بأن أقدم رأياً شخصيا عن فهمى الخاص لهذه
الأحداث، وهو رأى مبنى على تحليل علمى لهذه الضربات آما يصفها سفر الرؤيا،
ومعظمها إستنتاجات ليس لها اى سند آتابى أو ابائى.
إذا قبلنا الرأى القائل بأن خراب الدولة العظيمة التى تدعى رمزياً بابل هو نتيجة
لحرب نووية، فإنه من الممكن تفسير هذه الضربات التى تليها على إنها نتائج لهذه
الحرب النووية.
”وسمعت صوتا عظيما من الهيكل قائلا للسبعة الملائكة امضوا واسكبوا جامات
غضب الله على الارض. فمضى الاول وسكب جامه على الارض فحدثت دمامل خبيثة
(2- ورديّة على الناس الذين بهم سمة الوحش والذين يسجدون لصورته.“ (رؤ 1:15
إن هذه الضربه ستؤثر فقط على الناس الذين بهم سمة الوحش، والذين يسجدون
لصورته. أى أنها محددة جغرافياً بمملكة الوحش. ونحن نعلم أن خراب بابل سوف يكون
على يدى العشرة ملوك المتحالفون مع الوحش. وآما قلنا إن بابل العظيمة هى قوة
ولا أستبعد شخصياً إنه عند شعور حكام بابل بأنهم تحث Superpower . عظمى
هجوم من قبل مملكة الوحش، فسوف يردون الضربة بمثلها.
ولا يخفى على القارئ أن آثيراً من الدول لديها إمكانيات لشن حرب بيولوجية
وأآثر هذه الجراثيم فعالية هو جرثومة Biological warfare . تستخدم فيها الجراثيم
التى ينتج عنها هذا النوع من الدمامل الخبيثة والرديّة التى Anthrax ، الأنثراآس
يصفها لنا سفر الرؤية.
Malignant pustules إن هذه الجرثومة تحدث ما يسميه العلماء دمامل خبيثة
. وهو ذات الإسم الذى يسمى به سفر الرؤية هذه الضربة 21
”ثم سكب الملاك الثاني جامه على البحر فصار دما آدم ميت.وآل نفس حية ماتت
( في البحر“. (رؤ 3:16
إن هذه الضربة ربما سببها التلوث النووى لمياة البحارالذى يعقب الحرب النووية.
وهى ليست مثل ضربة البوق الثانى التى مات فيها ثلث المخلوقات التى فى البحر، لأن
سفر الرؤية يخبرنا بأن ”آل نفس حية ماتت في البحر“.
”ثم سكب الملاك الثالث جامه على الانهار وعلى ينابيع المياه فصارت دما.
وسمعت ملاك المياه يقول عادل انت ايها الكائن والذي آان والذي يكون لانك حكمت
( 6- هكذا. لانهم سفكوا دم قديسين وانبياء فأعطيتهم دما ليشربوا.“ (رؤ 4:16
وهذه الضربة أيضاً يمكن تفسيرها بالتلوث النووى لينابيع مياة الشرب. إن الحرب
النووية تحدث سحابة نووية فوق موقع الضربه، ولكن اللة الذى يأمر بهذه الضربات
يقدر أن يرسل ريحاً لكى تحمل هذه السحابة إلى حيث يريد، أى الى مملكة الوحش حيث
يعيش الساجدين له والذين يحملون سمته.
21 Bacteriology 330 homepage, University of Wisconsin-Madison Department of
Bacteriology
30
”ثم سكب الملاك الرابع جامه على الشمس فأعطيت ان تحرق الناس بنار.
فاحترق الناس احتراقا عظيما وجدفوا على اسم الله الذي له سلطان على هذه الضربات
ولم يتوبوا ليعطوه مجدا. ثم سكب الملاك الخامس جامه على عرش الوحش فصارت
مملكته مظلمة وآانوا يعضّون على ألسنتهم من الوجع. وجدفوا على اله السماء من
(11- اوجاعهم ومن قروحهم ولم يتوبوا عن اعمالهم .“ ( رؤ 8:16
إن هاتين الضربتين هما فى إعتقادى لهما سبب واحد. يعتقد آثير من العلماء أن
حرباً نووية عظمى تستطيع أن تؤدى إلى تغيير مدار الأرض حول الشمس، ليصبح
مداراً بيضاوياً. وهذا سيؤدى الى حالة تقترب فيها الأرض من الشمس، فيحترق الناس،
ثم تبتعد الأرض عن الشمس فتصير الأرض مظلمة وباردة. وربما يقول القارئ إن هذه
مجرد نظريات أو تخيلات، ولكن سفر أشعياء يصف لنا حالة مشابهة: ”تزعزعت
(20- الارض تزعزعا. ترنحت الارض ترنحا آالسكران.“ (أش 19:24
الحرب العالمية الخامسة (هرمجدون) :
”ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه لكي يعد
طريق الملوك الذين من مشرق الشمس. ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم
النبي الكذاب ثلاثة ارواح نجسة شبه ضفادع. فانهم ارواح شياطين صانعة آيات تخرج
على ملوك العالم وآل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على آل
شيء ها انا آتي آلص.طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا فيروا عورته.
(15- فجمعهم الى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون .“ (رؤ 12:16
إن الثالوث غير المقدس أى التنين (الشيطان) والوحش (ضد المسيح) والنبى
الكذاب، بعد الضربات الخمسة السابقة، يعلمون أن نهايتهم قد إقتربت ولهذا فهم يجمعون
قواتهم للمعرآة. وسوف تكون مرآز قيادة قواتهم فى وادى مجيدو أو هرمجدون، وهو
موقع إستراتيجى بإسرائيل. (مقر ضد المسيح) ولكى نعرف نهاية المعرآة ينبغى لنا أن
ننتقل إلى الإصحاح التاسع عشر، لأنه آما يخبرنا القديس فيكتورينوس إن أحداث سفر
الرؤيا غير مرتبةٍ ترتيباً زمنياً.
”ثم رأيت السماء مفتوحة واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا
وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه آلهيب نار وعلى راسه تيجان آثيرة وله اسم مكتوب
ليس احد يعرفه الا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه آلمة الله.
والاجناد الذين في السماء آانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا ومن
فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس
معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على آل شيء. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم
مكتوب ملك الملوك ورب الارباب. ورأيت ملاآا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت
عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم
لكي تأآلي لحوم ملوك ولحوم قواد ولحوم اقوياء ولحوم خيل والجالسين عليها ولحوم
الكل حرا وعبدا صغيرا وآبيرا. ورأيت الوحش وملوك الارض واجنادهم مجتمعين
ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس ومع جنده. فقبض على الوحش والنبي الكذاب
31
معه الصانع قدامه الآيات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته
وطرح الاثنان حيّين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت. والباقون قتلوا بسيف الجالس
(21- على الفرس الخارج من فمه وجميع الطيور شبعت من لحومهم“ (رؤ 11:19
إن نهاية ضد المسيح ومساعده النبى الكذاب إنما ستكون بواسطة السيد المسيح
وهذا توافقه أقوال بولس الرسول: ”الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه. “
2تس 8:2 ) إن الرب يسوع سوف ينفخ بفمه فيرسل المضل وشريكه حيين إلى بحيرة )
النار المتقدة بالكبريت.
حكم الألف سنة:
”ورأيت ملاآا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده.
فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس والشيطان وقيّده الف سنة وطرحه في
الهاوية واغلق عليه وختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الالف سنة وبعد
ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا ورأيت عروشا فجلسوا عليها وأعطوا حكما ورأيت
نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع ومن اجل آلمة الله والذين لم يسجدوا للوحش ولا
لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى ايديهم فعاشوا وملكوا مع المسيح الف سنة.
واما بقية الاموات فلم تعش حتى تتم الالف السنة.هذه هي القيامة الاولى. مبارك ومقدس
من له نصيب في القيامة الاولى.هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون
(6- آهنة للّه والمسيح وسيملكون معه الف سنة.“ (رؤ 1:20
إن عدم فهم هذه الايات من سفر الرؤية بواسطة الكثيرين قد أدى إلى ظهور بدعة
الحكم الألفى للسيد المسيح. ودعاة هذه البدعة يظنون أن السيد المسيح سوف يأتى إلى
العالم لكى يحكم ألف سنة مع المختارين، وذلك قبل مجيئه للدينونة.
ولكن إذا ما فحصنا هذه الايات بدقة نجد أن الذين سيحكمون مع السيد المسيح هم نفوس
المختارين الذين ماتوا بدليل أنه يقال لنا واما بقية الاموات فلم تعش حتى تتم الالف
السنة. وهذاالحكم الألفى لنفوس المختارين مع السيد المسيح يدعى بالقيامة الأولى.
وهؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم (الموت الثانى هو الهلاك الأبدى فى بحيرة
( النار: رؤيا 14:20 و 8:21
إن الكنائس التقليدية أي الأرثوذوآسية والكاثوليكية، ومعظم الكنائس البروتستانتية
القديمة مثل اللوثريين والأنجليكان (الأسقفيين) والمشيخيين يرفضون هذه البدعة رفضا
تاماً. ولكن للأسف يروج لها الأخوة البلاميس والمعمدانيين والخمسينيين والإنجيليين
ووعاظ التليفزيون وآذلك شهود يهوة والمورمون.
وقد حرم هذه البدعة المجمع المسكونى الثانى (سنة 381 ) وقاومها آثيرا القديس
ديونيسيوس الكبير بابا الإسكندرية الرابع عشر.
إن الكنيسة تعتقد إننا نعيش الان فى الحكم الألفى للسيد المسيح وأن الشيطان مقيد
منذ أن مات المخلص على الصليب وسوف يحل من سجنه عندما ينزل إلى الأرض
ويبدأ حكم ضد المسيح والضيقة العظيمة.
32
إن نفوس الأبرار الذين ماتوا فى الإيمان يملكون الان مع السيد المسيح فى
الفردوس وهذه هى القيامة الأولى أى قيامة النفس. أما القيامة الثانية فهى عندما تلبس
هذه الأرواح جسدها الجديد عند المجئ الثانى للسيد المسيح. ومن الطبيعى إن هؤلاء
الأبرار الذين يملكون مع السيد المسيح فى الفردوس ليس للموت الثاني سلطان عليهم،
أى أن نصيبهم لن يكون فى بحيرة النار المتقدة بالكبريت، وهو المكان المعد للنفوس التى
هى فى الجحيم.
وهذه النفوس التى تتعذب حالياً فى الجحيم هم بقية الاموات التى لم تعش حتى تتم
الالف السنة. وهؤلاء سيلبسون أجساداً جديدة أيضاً عند المجئ الثانى للسيد المسيح
ولكنهم سوف يلقون جسداً وروحاً فى بحيرة النار المتقدة بالكبريت، الذى هو الموت
( الثانى. (رؤ 14:20 و 8:21
الحرب العالمية السادسة:
”ثم متى تمت الالف السنة يحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الامم الذين في
اربع زوايا الارض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر.
فصعدوا على عرض الارض واحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فنزلت نار
من عند الله من السماء واآلتهم. وابليس الذي آان يضلّهم طرح في بحيرة النار
والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الآبدين.“
(10- (رؤ 7:20
إن الشيطان بعد أن فقد ذراعه اليمنى (ضد المسيح) وذراعه اليسرى (النبى
الكذاب) يقوم بمحاولة يائسة أخيرة ليهاجم الكنيسة الهاربة، التى يصفها سفر الرؤية
بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فيجمع ما بقى من الشعوب ويدفعهم لمهاجمة
المختارين الهاربين فى المكان المعد لهم من الله، حيث يعالون زماناً وزمانين ونصف
زمان، أى طوال مدة الضيقة العظيمة. ”فنزلت نار من عند الله من السماء واآلتهم
وطرح ابليس الذي آان يضلّهم في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب
وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الآبدين.“
وهنا ينبغى لنا أن نفهم أن إختتطاف المؤمنين لملاقاة الرب فى السحاب ينبغى أن
يسبق نزول النار من السماء، التى سوف تؤدى إلى ما يصفه لنا بطرس الرسول بقوله:
( ”تنحل العناصرمحترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها.“ ( 2 بط 10:3
15 وعن - بعد هذا مباشرة يحدثنا سفر الرؤية عن يوم الدينونة فى رؤيا 11:20
السماء الجديدة والأرض الجديدة، وأوروشليم السمائية مسكن الله مع الناس، فى
الإصحاحين الأخيرين.
وبعد أيها القارئ العزيز إذا شعرت بخوف بعد قرائة هذه الصفحات، دعنى أذآرك
بقول السيد المسيح: ”ومتى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لان نجاتكم
( تقترب.“ (لو 28:21
( آمين. تعال ايها الرب يسوع (رؤ 20:22
القمص أثناسيوس إسكندر
athanas@sympatico.ca
آنيسة العذراء مريم القبطية الأرثوذوآسية
آتشنر أونتاريو آندا
www.stmaryscopticorthodox.ca
1
نبوات سفر الرؤية
مقدمة:
هل سفر الرؤيا سفر نبوى؟ إن إجابة هذا السؤال نجدها فى السفر ذاته. ففى أول
اية فى هذا السفرنقرأ: ”اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه الله ليري عبيده ما لا بد ان
يكون.“ ومعنى هذا أن السفر يحدثنا عن أمور مستقبلة. والاية الثالثة من الإصحاح الأول
تخبرنا: ”طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون اقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها.“
وهنا آاتب السفرذاته يخبرنا بأنه نبوة. وفى الإصحاح الأخير من السفر يؤآد لنا آاتبه
نفس الأمر فى الاية السابعة بقوله: ”طوبى لمن يحفظ اقوال نبوة هذا الكتاب.“ وفى الاية
العاشرة من نفس الإصحاح نقرأ: ”لا تختم على اقوال نبوة هذا الكتاب.“ وتتكرر تسمية
. السفر نبؤة فى الايتين 18 و 19
والإصحاحات الثلاثة الأولى تحتوى على رسائل إلى السبعة آنائس باسيا الصغرى
وهى برغم أهميتها فهى ليست من الجزأ النبوى من الكتاب.
الاصحاح الرابع:
يبدأ الإصحاح الرابع بباب مفتوح في السماء وصوت يدعو يوحنا الحبيب لكي
يصعد ليرى ”ما لا بدّ ان يصير بعد هذا.“ وهنا يرى يوحنا العرش السماوى وعليه
يجلس شبه مجد الله الاب الذى يصفه يوحنا بأوصاف رمزية: ”شبه حجر اليشب
والعقيق.“ ويستحى يوحنا من أن يسمى من يجلس على العرش فيكتفى بقوله: ”وعلى
العرش جالس.“
الأربعة والعشرين قسيسا:
هؤلاء يمثلون الكهنوت المقدس، إثنى عشر يمثلون آهنوت العهد القديم وإثنى
عشر يمثلون آهنوت العهدالجديد. ووجودهم حول العرش الإلهى جالسين على عروش
وتيجانهم الذهبية إنما تعبر عن آرامة الكهنوت المقدس. لعل هؤلاء هم الذين يصفهم
القداس الإغريغورى بأنهم ”صفوف غير المتجسدين فى البشر.“
الأربعة حيوانات غير المتجسدين:
هؤلاء هم مخلوقات سمائيه من طغمة الشاروبيم والسيرافيم والعيون الكثيرة إنما
تعبر عن أنهم فائقى المعرفة وذلك لقربهم من من اللاهوت الإلهى إذ يحملون عرش الله،
. آما يخبرنا القديس ديونيسيوس الأريوباغى فى آتابه الدرجات السمائية 1
ويشترك هؤلاء السمائيين مع الأربعة والعشرين قسيسا (وهم من البشر) فى تسبيح
الجالس على العرش بطريقة طقسية رائعة تؤآد لنا أهمية طقوس عبادتنا الأرضيه التى
هى ظل للطقوس السمائية.
1 Dionysius the Areopagite: Celestial Hierarchy
2
السفر المختوم:
رأى يوحنا الحبيب ”سفرا مكتوبا من داخل ومن وراء مختوما بسبعة ختوم“
وبكى يوحنا حين لم يستطع احد في السماء ولا على الارض ولا تحت الارض ان يفتح
( السفر ولا ان ينظر اليه (رؤ 3:5
ويؤآد لنا القديس أبوليدس 2 أن هذا السفر المختوم هو ذات السفر الذى قيل لدانيال
( النبى: ”اما انت يا دانيال فاخف الكلام واختم السفر الى وقت النهاية.“ (دا 4:12
الخروف المذبوح:
بعد ذلك رأى يوحنا الرائى خروف قائم آانه مذبوح. وما هذا الخروف إلا حمل الله
الذى ذبح على الصليب لأجل خلاصنا ثم قام لكى يقيمنا معه. لذلك يخبرنا الوحي الإلهى
بأنه قائم لأنه قام ومذبوح لأنه ذبح.
ولما اخذ الخروف السفر، خرّت الاربعة الحيوانات والاربعة والعشرون شيخا
امامه وصارو يرنمون له ترنيمة جديدة. وتبع هؤلاء ربوات الملائكة وهم يرنمون
ترنيمتهم الخاصة بهم.
وبعد ذلك سمع يوحنا الحبيب آل خليقة مما في السماء وعلى الارض وتحت
الارض وما على البحر آل ما فيها تترنم بترنيمة أخرى بينما ترد الحيوانات الاربعة
(14- بقولها آمين ويسجد الشيوخ الاربعة والعشرون. (رؤ 8:5
انها سيمفونية رائعة تشترك فيها آل الخليقة، المرئية وغير المرئية، الجماد مع
.Cosmic Liturgy الحيوان وحتى الذين تحت الأرض، فيما يسمى بالقداس الكونى
:The Three Heptads الثلاثة سبعات
إن نبوات سفر الرؤية مقسمة إلى ثلاثة حقبات آمثال تليسكوب له ثلاثة أقسام آل
واحدة منها مختفية فى الأخرى. وعندما نصل إلى نهاية القسم الأول ينفتح لنا القسم
الثاني، وفى اخر القسم الثانى ينفتح لنا الثالث. وآل قسم أو حقبة من هذه الحقبات تنقسم
إلى سبعة أحداث، فمثلا هناك سبعة ختوم وعندما تنتهى هذه تبدأ سبعة أبواق، وهذه
أيضا تؤدى إلى سبعة جامات. وتتخلل هذه الأحداث رؤى سمائية تمثل الكنيسة
المنتصرة، أو رؤى أرضية تمثل الكنيسة المجاهدة.
الختوم السبعة:
عندما فتح الختم الأول رأى القديس يوحنا ”واذا فرس ابيض والجالس عليه معه
قوس وقد أعطي اآليلا وخرج غالبا ولكي يغلب“ (رؤ 2:6 ) ويحدثنا الإصحاح التاسع
عشر عن آينونة الجالس على الفرس الأبيض: ”واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى
امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه آلهيب نار وعلى راسه تيجان آثيرة وله
2 Saint Hippolytus: Scholia on Daniel
3
اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه آلمة
(13- الله“ (رؤ 11:19
إن الختم الأول فى إعتقادى الشخصى إنما يمثل إنتصار المسيحية وإنتشارها فى
العالم الذى بدأ فى عصر الملك قسطنطين.
ولما فتح الختم الثاني ”خرج فرس آخر احمر وللجالس عليه أعطي ان ينزع
4) إن هذا - السلام من الارض وان يقتل بعضهم بعضا وأعطي سيفا عظيما“ (رؤ 3:6
الختم يمثل الحروب التى لابد أن تأتى قبل المنتهى.
ولما فتح الختم الثالث ”واذا فرس اسود والجالس عليه معه ميزان في يده. وسمعت
6 ) وهذا الختم - صوتا… قائلا ثمنية قمح بدينار وثلاث ثماني شعير بدينار“ (رؤ 5:6
يمثل المجاعات التى لابد أن تحدث أيضا.
ولما فتح الختم الرابع ”واذا فرس اخضر والجالس عليه اسمه الموت والهاوية
8) إن معظم الترجمات الإنجليزية تصف هذا الفرس بأنه باهت وليس - تتبعه“ (رؤ 7:6
ومن هذا Pestilence . وبعضها يستبدل آلمة الموت بكلمة الوباء Pale horse أخضر
نستنتج ان المقصود بالختم الرابع وهذا الفرس الباهت هو الأوبئة.
”واعطيا سلطانا على ربع الارض ان يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش
الارض“ (رؤ 8:6 ) إن هذه الاية تعنى الثلاثة ضربات التى سبق ذآرها أى الحروب
والمجاعات والأوبئة التى بسبها يموت ربع سكان الأرض. وهذا يوافق ما قاله رب
المجد لتلاميذه: ”وسوف تسمعون بحروب واخبارحروب.... وتكون مجاعات واوبئة
(7- وزلازل في اماآن.“ (مت 6:24
ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل آلمة الله
ومن اجل الشهادة التي آانت عندهم.“ (رؤ 9:6 ) إن هذا الختم يمثل عصور الإستشهاد
التى لا بد أن تمر بها الكنيسة قبل المجئ الثانى. وهذا يوافق ما قاله السيد المسيح
لتلاميذه فى (متى 9:24 ) ”حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من
جميع الامم لاجل اسمي“
عند فتح الختم السادس نجد وصفا لنهاية العالم: ”زلزلة عظيمة حدثت والشمس
صارت سوداء آمسح من شعر والقمرصار آالدم ونجوم السماء سقطت الى الارض “
وهذاهو أسلوب سفر الرؤيا آما يشرحه لنا القديس فيكتورينوس:
لا ينبغى لنا أن نراعى ترتيب الأحداث فى سفر الرؤية لأن الروح القدس
آثيرا ما يأتى بنا إلى نهاية الأيام ثم يعود بنا إلى ذات المكان ليملأ الفراغ
الذى لم يملأه سابقا. فلنفهم إذا معنى النبوات بدون أن نعنى أنفسنا بترتيبها
الزمنى. 3
3 Victorinus: Commentary on the Apocalypse
4
ختم المختارين:
”وبعد هذا رأيت اربعة ملائكة واقفين على اربع زوايا الارض ممسكين اربع رياح
الارض لكي لا تهب ريح على الارض ولا على البحر ولا على شجرة ما ورأيت ملاآا
آخر طالعا من مشرق الشمس معه ختم الله الحي فنادى بصوت عظيم الى الملائكة
الاربعة الذين أعطوا ان يضروا الارض والبحر قائلا لا تضروا الارض ولا البحر ولا
الاشجار حتى نختم عبيد الهنا على جباههم. وسمعت عدد المختومين مئة واربعة
(4- واربعين الفا مختومين من آل سبط من بني اسرائيل.“ ( رؤ 1:7
قبل أن تبدأ ضربات الأبواق السبعة رأى القديس يوحنا ملاآا يختم عبيد الله على
جباههم. ثم يخبرنا القديس يوحنا بأن عدد هؤلاء المختومين هو مئة واربعة واربعين الفا
والأعداد فى آل الأسفار النبوية ينبغى أن تفهم رمزيا فمثلا مئة واربعة واربعين الفا هى
إثنى عشر مضروبة فى إثنى عشر مضروبة فى ألف. وهذا العدد يرمز إلى مجموع
المخلصين من آلا العهدين القديم والجديد حيث إثنى عشر يمثل أسباط بنى إسرائيل، و
إثنى عشر يمثل أيضا عدد الرسل الذين تأسست بواسطتهم آنيسة العهد الجديد. والرقم
ألف يعنى عدد آبير جدا. ولعل هذا يتضح جليا فيما يلى: ”بعد هذا نظرت واذا جمع
آثير لم يستطع احد ان يعدّه من آل الامم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون امام
( العرش وامام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل “ (رؤ 9:7
( ”ولما فتح الختم السابع حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة.“ (رؤ 1:8
لعل المقصود هنا هو أنه هناك فارق زمنى بين ضربات السبعة أختام أى الحروب
والمجاعات والأوبئة والإضطهادات وضربات السبعة أبواق التى ستكون أقرب إلى
النهاية، آما يخبرنا أيضا السيد المسيح: ”لانه لا بد ان تكون هذه آلها.ولكن ليس المنتهى
( بعد“ (مت 6:24
وقبل أن يبوق السبعة ملائكة رأى القديس يوحنا ”ملاك آخر ووقف عند المذبح
ومعه مبخرة من ذهب وأعطي بخورا آثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم
على مذبح الذهب الذي امام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد
الملاك امام الله.“
إن الوحي المقدس يطمئننا بأنه بالرغم من خطورة الضربات التى سوف تأتى على
العالم عندما يبوق السبعة ملائكة إلا أن الله لا يتغاضى مطلقا عن صلوات الكنيسة
المجاهدة على الأرض وأن الله لن ينسى مختاريه الذين ختموا على جباههم بختم الله
الحى وصارو محفوظين بحمايته من الضربات الشيطانية التى سوف تصيب بقية البشر
عندما يبوق الملائكة السبعة.
5
السبعة أبواق
يعتقد آثير من المفسرين أن ضربات الأربعة الأبواق الأولى هى عن تلوث
وأن ضربات البوقين الخامس والسادس هى .Environmental Pollution البيئة
وهذا ما آتبه أحد المفسرين الروس .Demonic plagues ضربات شيطانية
الأرثوذوآس فى هذا الشأن منذ ثلاثين عاما:
12 . فلقد - بلا شك أنه فى الحقبة الأخيرة قد لاحظنا تحقيق نبوات رؤيا 7:8
أوضح لنا العلماء بأن ثلث الأراضى الزراعية قد تسمم بواسطة التلوث. آما
حدث إنخفاض آبير فى آمية الاشعة الشمسية التى تصل إلى الأرض عن
طريق التلوث الجوى. ونحن فى طريقنا إلى تلويث ثلث المحيطات وقتل ثلث
. المخلوقات التى فيها 4
Acid rain البوق الأول: الأمطار الحامضية
”فبوّق الملاك الاول فحدث برد ونار مخلوطان بدم وألقيا الى الارض
( فاحترق ثلث الاشجار واحترق آل عشب اخضر.“ (رؤ 7:8
يقدر العلماء الالمان ان ثلث اشجارهم تموت بسب الامطار الحامضية
%35 من غابات اوروبا قد تدمر بواسطة الامطارالحامضية، ونرى نفس
. الشئ فى الصين والبرازيل وشيلى والمكسيك وآاليفورنيا 5
4 Puhalo and Novakshonoff: Apostasy and Antichrist, Holy Trinity Monastery,
Jordanville, NY 1978
6
البوق الثانى:تلوث المحيطات والبحار
”ثم بوق الملاك الثاني فكأن جبلا عظيما متقدا بالنار ألقي الى البحر فصار ثلث
(9- البحر دما. ومات ثلث الخلائق التي في البحر التي لها حياة.“ (رؤ 8:8
إن تلوث المحيطات قد أصبح يهدد حياة المخلوقات المائية وقد حذرت هيئة الأمم
Point of المتحدة فى تقرير لها بأن الحالة قد قاربت الدرجة التى يصعب الرجوع منها 6
no return
وقد أدى هذا إلى إغلاق موانى صيد الأسماك فى آثير من البلدان فى أوروبا
وأميريكا
البوق الثالث: تلوث مياه الشرب
”ثم بوق الملاك الثالث فسقط من السماء آوآب عظيم متقد آمصباح ووقع على
ثلث الانهار وعلى ينابيع المياه. واسم الكوآب يدعى الافسنتين فصار ثلث المياه افسنتينا
(11- ومات آثيرون من الناس من المياه لانها صارت مرّة.“ (رؤ 10:8
5http://darwin.bio.uci.edu/~sustain/bio65/lec22/b65lec22.htm#AIR_POLLUTIO
N_AND_ACID_RAIN
6 David Adam, environment correspondent: The Guardian, Saturday, June 17,
2006
7
الصينية أن ربع تعداد الصين يشربون مياة People's daily نشرت صحيفة
غير صالحة للشرب وذلك بسبب تلوث الأنهار وذلك نقلا عن منظمة الحفاظ على البيئة
State Environmental Protection Administration.
حقائق عن تلوث مياة الشرب:
منذ سبعين عاماً آان مرض السرطان يصيب إنساناً واحداً من آل خمسين واليوم
إرتفعت هذه النسبة إلى واحد من ثلاثة، وبعد مراجعة عشرة الاف صفحة من وثائق
وآالة حماية البيئة وجدنا أآثرمن 2300 مادة مسببة للسرطان فى مياة الشرب فى
. الولايات المتحدة 7
البوق الرابع:إنخفاض آمية أشعة الشمس
”ثم بوّق الملاك الرابع فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم حتى يظلم
( ثلثهنّ والنهار لا يضيء ثلثه والليل آذلك.“ (رؤ 12:8
Swiss Federal Institute of Technology فى عام 1985 وجد أحد علماء
أن آمية أشعة الشمس التى تصل إلى الأرض قد إنخفضت بنسبة 10 % خلال الثلاثين عاما
السابقة. 8
آمالاحظ العلماء زيادة آبيرة فى التلوث الجوى فوق القطب الشمالى وهذا التلوث
يأتى من شرق أوروبا. ولا شك أن هاتين الظاهرتين مرتبطتين.
7 Ralph Nader: Environmental Protection Agency (EPA)
8 David Adam: The Guardian, Thursday December 18, 2003
8
البوق الخامس:
”ثم بوق الملاك الخامس فرأيت آوآبا قد سقط من السماء الى الارض وأعطي
مفتاح بئر الهاوية. ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر آدخان أتون عظيم فاظلمت
الشمس والجو من دخان البئر. ومن الدخان خرج جراد على الارض فأعطي سلطانا
آما لعقارب الارض سلطان. وقيل له ان لا يضر عشب الارض ولا شيئا اخضر ولا
شجرة ما الا الناس فقط الذين ليس لهم ختم الله على جباههم. وأعطي ان لا يقتلهم بل ان
يتعذبوا خمسة اشهر.وعذابه آعذاب عقرب اذا لدغ انسانا. وفي تلك الايام سيطلب الناس
الموت ولا يجدونه ويرغبون ان يموتوا فيهرب الموت منهم. وشكل الجراد شبه خيل
مهيّأة للحرب وعلى رؤوسها آأآاليل شبه الذهب ووجوهها آوجوه الناس. وآان لها
شعر آشعر النساء وآانت اسنانها آاسنان الأسود. وآان لها دروع آدروع من حديد
وصوت اجنحتها آصوت مرآبات خيل آثيرة تجري الى قتال. ولها اذناب شبه العقارب
(10- وآانت في اذنابها حمات وسلطانها ان تؤذي الناس خمسة اشهر.“ (رؤ 1:9
يجمع المفسرون على أن هذه الضربة هى ضربة شيطانية سوف تصيب الناس
الذين ليس لهم ختم الله على جباههم:
إن هذا الجراد ما هو إلا مخلوقات شيطانية عجيبة سوف تعذب الناس الذين
. ليس لهم ختم الله 9
إن ضربة الجراد ترمز الى عذاب روحى تسببه الشياطين 10
9 Jerome’s Biblical commentary
9
إنها مذاقة لعذاب الجحيم تعطى آتحذير للبشرية. 11
لقد قضيت تسع عشرة سنة آطبيب قبل رسامتي وليس فى إستطاعتى أن
أتخلص من هذ الجزء من عقلى الذى ما زال يفكر آطبيب! وعندما أتأمل
فى هذه التعبيرات:"عذاب روحى"، "مذاقة لعذاب الجحيم" ، "سيطلب الناس
الموت ولا يجدونه" فإن آلمة واحدة تنبض فى داخل عقلى: الإ آتئاب! 12
إن عذاب الإ آتآب هو أقرب شئ لعذاب الجحيم. إنها حالة ينعدم فيهاالرجاء
تماما حيث الحاضر يبدوا أسوأ من الماضى والمستقبل أسوأ من الحاضر.
وآثيرا ما يطلب المرضى الموت بمحاولة الإنتحار ولا يجدونه بسبب تدخل
الأهل والأصدقاء. 13
فى أمريكا Disability لقد صار الإآتئاب السبب الأول لعدم القدرة علي العمل
إننا نعيش الان فى عصر قد إنتشرفيه الإ آتآب إنتشاراً وبائياً 14
إن هذا الإآتاب ليس إآتابا Margaret Sommerville وتوضح لنا الباحثة الكندية
عاديا وإنما هو مرض روحى:
إن السبب الرئيسى لإنتشار الإ آتآب هو إنفصال الناس عن نعمة الله.
لقدأصبحت الأدوية هى بديل للديانة، إننا نعطى بروزاك آعلاج للتشوق
الروحى وهذه مشكلة. 15
10 Jerusalem Study Bible
11 Cullen R: Reign of Antichrist
12 Father Athanasius Iskander: “The Abomination of Desolation”
13 Ibid
14 En Route Magazine, October 1997
15 Dr. Margaret Sommerville, McGill Center for Medicine, Ethics and law,
Montreal
10
إن هذا الإ آتآب الشيطانى سوف لا يضرأبناء الله، لأن الشياطين الذين يسببونه قد
قيل لهم أن لا يضروا الناس الذين لهم علامة اللة على وجوهم.
وقد أثبتت الابحاث التى أجريت خلال الحقبة الأخيرة أن الذين يمارسون العبادة
فى آنائسهم إسبوعيا هم أقل إحتمالا أن يصابوا بالإآتئاب بنسبة 50 % بالمقارنة بغيرهم.
البوق السادس:الحرب العالمية الثالثة
”ثم بوق الملاك السادس فسمعت صوتا واحدا من اربعة قرون مذبح الذهب الذي
امام الله قائلا للملاك السادس الذي معه البوق فك الاربعة الملائكة المقيدين عند النهر
العظيم الفرات. فانفك الاربعة الملائكة المعدّون للساعة واليوم والشهر والسنة لكي
يقتلوا ثلث الناس. وعدد جيوش الفرسان مئتا الف الف.وانا سمعت عددهم. وهكذا رأيت
الخيل في الرؤيا والجالسين عليها.لهم دروع نارية واسمانجونية وآبريتية ورؤوس الخيل
آرؤوس الأسود ومن افواهها يخرج نار ودخان وآبريت. من هذه الثلاثة قتل ثلث الناس
من النار والدخان والكبريت الخارجة من افواهها. فان سلطانها هو في افواهها وفي
اذنابها لان اذنابها شبه الحيّات ولها رؤوس وبها تضر. واما بقية الناس الذين لم يقتلوا
بهذه الضربات فلم يتوبوا عن اعمال ايديهم حتى لا يسجدوا للشياطين واصنام الذهب
والفضة والنحاس والحجر والخشب التي لا تستطيع ان تبصر ولا تسمع ولا تمشي ولا
(21- تابوا عن قتلهم ولا عن سحرهم ولا عن زناهم ولا عن سرقتهم.“ (رؤ 13:9
إن الأربعة ملائكة المقيدين هم بلا شك ملائكة ساقطون لأن الملائكة الأبرار لا
حاجة لهم أن يقيدوا. إن الشيطان نفسه مقيد وهكذا أيضاً أعوانه. ولكن فى الزمان الأخير
سوف يحل من سجنه هو وأعوانه. وهؤلاء الأربعة ملائكة هم قواد فى جيش الشيطان
سوف يقودون جيشاً من الشياطين تعداده مئتى مليون.
إن وظيفة هؤلاء المئتى مليون شيطان تحت قيادة الأربعة قواد ليست هى قتل ثلث
البشرية بل تحريض البشر أن يقتل بعضهم بعضاً. وهذا يعنى حدوث صراع نووى
يموت فيه ثلث العالم. 16
إن قول الكتاب المقدس إن هؤلاء الاربعة الملائكة معدّون للساعة واليوم والشهر
والسنة إنما هو تأآيد أنه بالرغم من بشاعة هذه الضربة الشيطانية التى يموت فيها ثلث
البشر، إلا أنها سوف لا تحدث إلا فى الوقت المحدد من الله. ولعل القول بأنهم مقيدين
عند نهر الفرات أي العراق ربما يعنى أن حرب العراق قد تؤدى فى النهاية إلى حرب
. عالمية تتحقق فيها نبؤة البوق السادس 17
ولكن بالرغم من إمكانية أن يتحقق هذا الأمر فى زماننا، إلا أنه ينبغى لنا أن نحذر
القارئ من أنه لم يعط لنا نحن البشرأن نعرف الأوقات التى جعلها الاب فى سلطانه.
16 Father Athanasius Iskander: Has the Sixth angel sounded his Trumpet?
Parousia April 2003
17 Ibid
11
علاقة هذه الأحداث بظهور ضدالمسيح:
إن ضد المسيح سوف يبدأ نشاطه عقب حرب عالمية أو أزمة إقتصادية عالمية،
حينما يشعرالبشر بأنه ليس هناك مخرج من هذة الأزمة الطاحنة. حينئذ يقدم ضد
المسيح إقتراحا لحل آافة المشاآل العالمية مبنياً على حكمة بشرية. إنه سوف يقترح
إقامة نظام سياسى عالمى موحد. أماالبشرية فبسبب عماها الروحى فإنها سوف لاترى
الحقيقة المرة وراء هذا الإقتراح إنه خدعة تجذب العالم إلى عبودية مرة قاسية، بل
سوف يكرم الناس ضد المسيح آقمة للحكمة والعبقرية. 18
حماية الله للكنيسة:
”ثم أعطيت قصبة شبه عصا ووقف الملاك قائلا لي قم وقس هيكل الله والمذبح
والساجدين فيه. واما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها خارجا ولا تقسها لانها قد
(2- أعطيت للامم وسيدوسون المدينة المقدسة اثنين واربعين شهرا.“ (رؤ 1:11
فى وسط هذه الأحداث المفزعة، يطمئننا الروح القدس بأن الله لن يترك آنيسته.
فنرى ملاآا يعطى يوحنا الحبيب قصبة لكى يقيس هيكل الله والمذبح والساجدين فيه أى
الكنيسة. وفى لغة الرؤى، القياس يعنى حماية الله لما يقاس.
فى العهد القديم عندما أراد الله أن يشجع شعب إسرائيل على العودة من سبى بابل
بعد إنقضاء السبعين سنة التى قضيت على الشعب العنيد رأى ذآريا بن براخيا النبى فى
رؤياه ملاآا يقيس أوروشليم أي يضعها تحت حماية اللة. وسمع صوتا يقول له
”آالاعراء (اى المدينة التى ليس لها سور) تسكن اورشليم .... وانا يقول الرب اآون لها
سور نار من حولها.“ (ذك 4:2 ) فإن آانت هذه هى مواعيد الله لأوروشليم الحاضرة
المستعبدة مع بنيها، فكم بالحرى يحمى القدير عروسه اورشليم العليا التي هي أمنا ?
وهنا نلاحظ أن الملاك يقول له ”واما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها
خارجا ولا تقسها“، أى أن الحماية هى قاصرة على الذين هم داخل الكنيسة، الساجدين
فى هيكل الله بالروح والحق. وهنا يشبه البعض الكنيسة بفلك نوح آل من آان داخلها
ينجو أما من آان خارجها فيهلك.
ثم يحدثنا الوحى عن المدينة المقدسة أي أوروشليم الأرضية التى ستصير مدوسة
من الأمم اثنين واربعين شهرا أي مدة الضيقة العظيمة أو زمان حكم ضد المسيح الذى
سوف يتخذها عاصمة لمملكته. وسوف نشرح معنى الاثنين واربعين شهرا فى حديثنا
عن المرأة المتسربلة بالشمس.
18 Puhalo and Novakshonoff: Apostasy and Antichrist, Holy Trinity
Monastery, Jordanville, NY 1978
12
الشاهدين والوحش:
”وسأعطي لشاهدي فيتنبآن الفا ومئتين وستين يوما لابسين مسوحا. هذان هما
الزيتونتان والمنارتان القائمتان امام رب الارض. وان آان احد يريد ان يؤذيهما تخرج
نار من فمهما وتأآل اعداءهما وان آان احد يريد ان يؤذيهما فهكذا لا بد ان يقتل. هذان
لهما السلطان ان يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرا في ايام نبوّتهما ولهما سلطان على
المياه ان يحوّلاها الى دم وان يضربا الارض بكل ضربة آلما ارادا. ومتى تمما
شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما. وتكون
جثتاهما على شارع المدينة العظيمة التي تدعى روحيا سدوم ومصر حيث صلب ربنا
ايضا. وينظر اناس من الشعوب والقبائل والألسنة والامم جثتيهما ثلاثة ايام ونصفا ولا
يدعون جثتيهما توضعان في قبور. ويشمت بهما الساآنون على الارض ويتهللون
ويرسلون هدايا بعضهم لبعض لان هذين النبيين آانا قد عذبا الساآنين على الارض. ثم
بعد الثلاثة الايام والنصف دخل فيهما روح حياة من الله فوقفا على ارجلهما ووقع خوف
عظيم على الذين آانوا ينظرونهما. وسمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما اصعدا
الى ههنا فصعدا الى السماء في السحابة ونظرهما اعداؤهما. وفي تلك الساعة حدثت
زلزلة عظيمة فسقط عشر المدينة وقتل بالزلزلة اسماء من الناس سبعة آلاف وصار
(13- الباقون في رعبة واعطوا مجدا لاله السماء.“ (رؤ 3:11
إن معظم اباء الكنيسة يعلمون بأن هذين النبيين هما أخنوخ وإيليا اللذان سوف
يعودان إلى الأرض لتحذير المؤمنين من خداع ضد المسيح. وهناك أسباب لهذا التفسير،
( وأولها أن أخنوخ وإيليا لم يموتا وإنما صعدا حيين إلى السماء. (تك 24:5 و 2مل 11:2
والسبب الثانى هوأنه ”لهما السلطان ان يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرا في ايام
( نبوّتهما“ وهذا فعله إيليا أثناء نبوته الاولى. ( 1مل 1:17
والنار التى تخرج من فمهما وتأآل اعداءهما تعنى أنه لا يستطيع أحد أن يقاوم
أقوالهم. والوحش الصاعد من الهاوية هو ضد المسيح الذى يقتلهما بعد أن يتمما شهادتهما
ولا يسمح بدفنهم. أما المدينة العظيمة التي تدعى روحيا سدوم ومصر فما هى إلا
أوروشليم (حيث صلب ربنا) وهى تدعى روحيا سدوم لأن المدينة المقدسة سوف تصير
رجسة خراب عندما تصبح مرآزا لعبادة المضل. و تدعى أيضا مصر لأنه آما آانت
مصر فى القديم تتضطهد شعب الله فهكذا سوف تصبح أوروشليم قاتلة الأنبياء مرآزا
لإضطهاد الكنيسة.
والقول ”وينظر اناس من الشعوب والقبائل والألسنة والامم جثتيهما ثلاثة ايام
ونصفا“هو أمر آان من المحال تحقيقه فى زمان آتابة السفر أما الان فهو مكن جدا عن
CNN! طريق شبكة
والباقون الذين اعطوا مجدا لاله السماءعند صعودهما إلى السماء هم البقية التى
( ستخلص من اليهود. ( رومية 27:9
والألف ومئتين وستين يوما هو عدد رمزى سوف نشرح معناه فيما يلى.
13
البوق السابع:
”ثم بوق الملاك السابع فحدثت اصوات عظيمة في السماء قائلة قد صارت ممالك
العالم لربنا ومسيحه فسيملك الى ابد الآبدين. والاربعة والعشرون شيخا الجالسون امام
الله على عروشهم خروا على وجوههم وسجدوا للّه قائلين نشكرك ايها الرب الاله القادر
على آل شيء الكائن والذي آان والذي يأتي لانك اخذت قدرتك العظيمة وملكت.
وغضبت الامم فأتى غضبك وزمان الاموات ليدانوا ولتعطى الاجرة لعبيدك الانبياء
والقديسين والخائفين اسمك الصغار والكبار وليهلك الذين آانوا يهلكون الارض. وانفتح
هيكل الله في السماء وظهر تابوت عهده في هيكله وحدثت بروق واصوات ورعود
(19- وزلزلة وبرد عظيم.“ (رؤ 15:11
آما عودنا سفر الرؤيا فإنه فى نهاية آل سبعة من الثلاثة سبعات الضربات فإن
المشهد هو نهاية الزمان. ولكن الوحى المقدس يعود مرة أخرى إلى النقطة السابقة ثم يبدأ
لكى يعطينا تفاصيل عما ينبغى أن يحدث قبل النهاية.
14
المرأه المتسربلة بالشمس
وظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها
وعلى راسها اآليل من اثني عشر آوآبا وهي حبلى تصرخ متمخضة
ومتوجعة لتلد. وظهرت آية اخرى في السماء.هوذا تنين عظيم احمر له
سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان. وذنبه يجر ثلث
نجوم السماء فطرحها الى الارض.والتنين وقف امام المرأة العتيدة ان تلد
حتى يبتلع ولدها متى ولدت. فولدت ابنا ذآرا عتيدا ان يرعى جميع الامم
بعصا من حديد.واختطف ولدها الى الله والى عرشه. والمرأة هربت الى
البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولوها هناك الفا ومئتين وستين
(6- يوما. (رؤ 1:12
يجمع اباء الكنيسة على أن المرأه المتسربلة بالشمس ما هى إلا الكنيسة والتنين العظيم
الأحمرتخبرنا عنه الاية التاسعة أنه ”الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان“
والقول بأن ذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض يفسره اباء الكنيسة
بأنه ثلث الملائكة الذين سقطوا مع إبليس.
حرب فى السماء:
”وحدثت حرب في السماء.ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين
وملائكته ولم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. فطرح التنين العظيم الحية
القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم آله طرح الى الارض وطرحت معه
ملائكته. وسمعت صوتا عظيما قائلا في السماء الآن صار خلاص الهنا وقدرته وملكه
وسلطان مسيحه لانه قد طرح المشتكي على اخوتنا الذي آان يشتكي عليهم امام الهنا
نهارا وليلا. وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.
من اجل هذا افرحي ايتها السموات والساآنون فيها.ويل لساآني الارض والبحر لان
(12- ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.“ (رؤ 7:12
إن هذه المعرآة لم تحدث بعد ولكنها ستحدث فى المستقبل عندما يطرح الشيطان
وملائكته إلى الأرض فلا يصير له سلطان أن يقف أمام الله ليشتكى على أولاد الله مثلما
(3- 11 ) ويهوشع رئيس الكهنة ( ذك 1:3 - فعل مع أيوب (أيوب 9:1
ونزول الشيطان إلى الأرض بعد طرده من السماء هو بداية حكم ضد المسيح
وزمان الضيقة العظيمة وهو أيضاً الزمان الذى يحل فيه الشيطان من سجنه ليضل الامم
(8-7: الذين في اربع زوايا الارض 19 (رؤ 20
19 Augustine of Hippo: City of God, chapter 19
15
هروب الكنيسة:
”ولما رأى التنين انه طرح الى الارض اضطهد المرأة التي ولدت الابن الذآر
فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير الى البرية الى موضعها حيث تعال
زمانا وزمانين ونصف زمان من وجه الحية. فالقت الحية من فمها وراء المرأة ماء
آنهر لتجعلها تحمل بالنهر فاعانت الارض المرأة وفتحت الارض فمها وابتلعت النهر
الذي ألقاه التنين من فمه. فغضب التنين على المرأة وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها
(17- الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح.“ (رؤ 13:12
إن نزول الشيطان إلى الأرض وظهور ضد المسيح سوف يعقبه إضطهاد مرير
للكنيسة، لأن ضد المسيح ”المقاوم والمرتفع على آل ما يدعى الها او معبودا حتى انه
يجلس في هيكل الله آاله مظهرا نفسه انه اله“ ( 2تس 4:2 ) سوف يضطهد آل من لا يسجد
له. ولكن الله الذى أآد لنا أنه سيحمى الكنيسة قد أعد لها مكانا لتهرب فيه من وجه
الشيطان وضد المسيح حيث تعال زمانا وزمانين ونصف زمان أي ثلاث سنين ونصف
وهو عدد رمزى يرمز إلى زمان حكم ضد المسيح الذى يسمى أيضاً بالضيقة العظيمة.
وهروب الكنيسة من وجه ضد المسيح تؤآده لنا آتابات اباء الكنيسه مثل القديس
أبوليدس والقديس يوحنا ذهبى الفم والقديس آيرلس الأوروشليمى واخرون، آما يوصينا
به السيد المسيح: ”فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في
المكان المقدس.ليفهم القارئ. .... فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال. لانه
يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون. ولو لم تقصّر
(22- تلك الايام لم يخلص جسد.ولكن لاجل المختارين تقصّر تلك الايام.“ (مت 15:24
إن السيد المسيح يوصينا بأن نفهم معنى رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي
قائمة في المكان المقدس. واباء الكنيسة يفسرون لنا هذا بأنه يعنى ما قاله بولس الرسول
عن ضد المسيح (رجسة الخراب) وجلوسة فى هيكل الله. (الموضع المقدس) وما يامرنا
به السيد المسيح هو أنه عندما يجلس ضد المسيح فى هيكل الله أي الكنيسة ويدعى أنه إله
فهذا هو وقت هروب الكنيسة إلى موضعها المعد لها من الله، حيث يعولها الله ويحميها
من آل ضرر خلال فترة الضيقة العظيمة.
ويقول بعض الاباء أن الشاهدين أخنوخ و إيليا سوف يرشدون الكنيسة إلى المكان
الذى أعده الله لكنيسته لكي تنقذ من يد أعدائها فى زمان هذه الضيقة العظيمة.
وعندما يرى الشيطان وحليفه ضد المسيح أن الكنيسة قد أفلتت من بين يديه سوف
يحاول أن يهلكها، حينئذ يتدخل الله بطريقة معجزية لإنقاذ الكنيسة.
ويؤآد لنا القديس أبوليدس أن هروب الكنيسة فى زمان الضيقة العظيمة هو ما تنبأ
عنه أشعياء النبى بقوله ”هلم يا شعبي ادخل مخادعك واغلق ابوابك خلفك.اختبئ نحو
لحيظة حتى يعبر الغضب. لانه هوذا الرب يخرج من مكانه ليعاقب اثم سكان الارض“.
( (أش 20:26
إن الضيقة العظيمة هى عقاب الذين سيعبدون ضد المسيح، أما المختارون فسوف
ينجيهم الرب ويعولهم- فى موضع سبق فأعده لهم- حتى يجئ لياخذهم إلى السماء عندما
يأتى على السحاب.
16
رأى خاص:
فى السطور القادمة سوف أعرض رأيى الشخصى وهو مبنى على تحليل بعض
الأحداث المعاصرة وليس له أى سند آتابى أو ابائى.
إن الإصحاح الثانى عشر يتحدث عن هروبين للكنيسة واحد قبل أن يطرح
الشيطان إلى الأرض أى قبل حكم ضد المسيح والضيقة العظيمة وهو مذآور فى الاية
السادسة ”والمرأة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولوها هناك“
أما الهروب الثانى فهو بعد طرح الشيطان إلى الأرض وإضطهاده لها أثناء حكم ضد
المسيح وبداية الضيقة العظيمة، وهو مذآور فى الاية الرابعة عشر: ”فأعطيت المرأة
جناحي النسر العظيم لكي تطير الى البرية الى موضعها حيث تعال زمانا وزمانين
ونصف زمان من وجه الحية“
إن الهروب الأول الذى يسبق الضيقة العظيمة هو مرحلة تمهيدية للهروب الثانى
الذى سيحدث فى بداية الضيقة العظيمة، والذى يصفه سفر الرؤيا بصيغة مختلفة.
الهروب الأول يوصف بهذه الكلمات: ”والمرأه هربت الى البرية“ أما الهروب الثانى
فهو يوصف بكلمات مختلفة: ”فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير الى
البرية“
فى الأول المرأه هربت، ولكن فى الثانى تطير. الأول هروب منظم ليس فيه
إستعجال، أما الثانى فهو هروب عاجل جدا حتى أن الرب يقول لنا عنه: ”الذي على
السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا. والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه. “
(18- (مت 17:24
وهنا أود ان أقترح على القارئ أن الهروب الأول يحدث الان. فمنذ الستينات بدأ
المسيحيون يترآون الشرق الأوسط ويهاجرون إلى بلاد العالم الجديد، وهى ظاهرة لم
تحدث من قبل على الأقل بالنسبة للأقباط. وما حدث لمسيحيى مصر خلال الأربعين سنة
الماضية بدأ يحدث أيضاً لمسيحيى السودان ولبنان والعراق وفلسطين حتى أن جريدة
نشرت مقالا مؤيدا بالإحصائيات تحت عنوان: ”المسيحية تحتضر فى Toronto Star
موضع ميلادها“
وفى إعتقادى إن الهجرة هى المرحلة الأولى، وهى مرحلة لازمة قبل أن تاتى
مرحلة اللجوء عند بدأ الضيقة العظيمة. إن الذين هاجروا الى بلاد العالم الجديد وأسسوا
الكنائس والأديرة ربما يستخدمهم الله ليكونوا رأس الجسر للهروب الثانى العاجل الذى
سيأتى حينما ينزل الشيطان إلى الأرض وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.
وربما يسأل البعض وهل من الممكن أن يهرب آل مسيحيى الشرق الأوسط
والإجابة هي بالنفى لأن الاية الاخيرة فى هذا الإصحاح تخبرنا بأن الشيطان عندما فشل
فى اللحاق بالكنيسة الهاربة غضب... وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها،الذين لم
يهربوا. وما هو مصير هؤلاء ? إن جزاً منهم سوف يستشهد، ولكن آثيرون سيرتدون
ويقبلون المضل . إن الرسول يقول لنا إن السيد المسيح لن ياتي ”ان لم يات الارتداد
اولا ويستعلن انسان الخطية ابن الهلاك“( 2 تس 2:2 ) أى ضد المسيح الذى ستنحنى
أمامه آل رآب الذين ليست أسماؤهم مكتوبة فى سفر الحياة.
17
الثالوث غير المقدس
ثم وقفت على رمل البحر.فرأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون
وعلى قرونه عشرة تيجان وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيته آان شبه
نمر وقوائمه آقوائم دب وفمه آفم اسد واعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانا عظيما.
ورأيت واحدا من رؤوسه آانه مذبوح للموت وجرحه المميت قد شفي وتعجبت آل
الارض وراء الوحش وسجدوا للتنين الذي اعطى السلطان للوحش وسجدوا للوحش
قائلين من هو مثل الوحش. من يستطيع ان يحاربه. وأعطي فما يتكلم بعظائم وتجاديف
(5- وأعطي سلطانا ان يفعل اثنين واربعين شهرا. (رؤ 1:13
إن الإصحاح الثانى عشر ينتهى بنزول الشيطان إلى الأرض ويبدأ الإصحاح
الثالث عشر بظهور ضد المسيح وهذين الحدثين مرتبطين حيث لا إمكانية لأن يحدث
الواحد دون الاخر إن ضد المسيح يوصف بأنه وحش طالع من البحر والبحر يرمز إلى
الخطية لذلك لا يوجد بحر فى الأرض الجديدة ”ثم رأيت سماء جديدة وارضا جديدة لان
( السماء الاولى والارض الاولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد. “ (رؤ 1:21
ويصفه سفر الرؤيا بأنه شبه نمر وقوائمه آقوائم دب وفمه آفم اسد وهى تعبيرات
رمزية ترمز إلى بطشه وقوته.
الرؤوس السبعة:
إن الإصحاح السابع عشر يعطينا تفاصيل عن هذه السبعة رؤوس، انهاترمز إلى
سبعة ملوك، خمسة سقطوا وواحد موجود والآخر لم يأت بعد.
فمن يا ترى هم هؤلاء الملوك? إنهم ملوك إضطهدوا شعب الله، آل منهم هو مثال
صغير لضد المسيح.
وأول هؤلاء هو فرعون ملك مصر الذى أذل شعب الله وأراد أن يبيدهم بجيشه،
ولكن الله أغرق جيش فرعون وأخرج شعبه إلى برية سيناء حيث عالهم أربعين عاماً.
وهكذا سيفعل الله مع آنيسته عندما يهاجمها الشيطان وصنيعته ضد المسيح، سوف تفتح
الأرض فاها وتبتلع المياه التى يلقونها وراء الكنيسة. وآما أخرج الله شعبه إلى برية
سيناء لكى يعولهم، فهكذا أيضاً سيخرج آنيسته إلى البرية حيث تعال زمانا وزمانين
ونصف زمان من وجه الحية.
والرأس الثانى هو بنهدد ملك ارام الذى حاصر السامرة وآان جوع شديد في
29 ) ولكن الرب اسمع جيش - السامرة حتى صارت النساء تأآل أطفالهن ( 2مل 24:6
الاراميين صوت مرآبات وصوت خيل صوت جيش عظيم ... فقاموا وهربوا في
(7- العشاء وترآوا خيامهم وخيلهم وحميرهم ( 2مل 6:7
والرأس الثالث هو سنحاريب ملك اشور الذى دخل يهوذا ونزل على المدن
الحصينة ثم حاصر أوروشليم مزمعاً أن يدمرها. وطلب حزقيا الملك من أشعياء النبى أن
يتشفع عن المدينة المقدسة وعن شعب الله، وسمع الله لصلواتهم فخرج ملاك الرب
18
وضرب من جيش اشور مئة وخمس وثمانين الفا. فلما بكروا صباحا اذا هم جميعا
جثث ميتة. وهذا الملك هو مثال لضد المسيح الذى سوف يحاصر الكنيسة مزمعاً أن
يدمرها ولكن الله سوف ينقذ الكنيسة ويدمر الشعوب التى إجتمعت عليها.
والرأس الرابع هو نبوخذناصّر ملك بابل الذى صنع تمثالا من ذهب وأمر أن آل
من لا يسجد للتمثال يلقى فى أتون النار. وفى زمان ضد المسيح سوف يصنع صورة
للوحش (ضد المسيح) ويجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون. ولكن آما
أنقذ الله الثلاثة فتية الذين لم يسجدوا للتمثال من أتون النار، هكذا سوف ينقذ الله أولاده
الذين يرفضون السجود للوحش وصورته من الضيقة العظيمة التى آان أتون النار مثالا
لها. بل إن هذا التمثال الذى صنعه نبوخذناصّر هو مثال لضد المسيح إذ آان طوله ستون
ذراعا وعرضه ست اذرع وهذا شبيه بعدد إسم ضد المسيح الذى هو ست مئة وستة
وستون.
الذى دنس Antiochus Epiphanes والرأس الخامس هو انتيوآس الشهير
المذبح الذى بناه عزرا وجعل عليه رجسة خراب وأمر الناس أن يبخروا لها وبهذا صار
مثلا لضد المسيح الذى يسمى أيضاً برجسة الخراب.
هؤلاء هم الخمسة الذين سقطوا أما الواحد الموجود فهو الدولة الرومانية التى
إضطهدت الكنيسة وفى عهدها نفى يوحنا الحبيب إلى جزيرة بطمس.
والاخر الذى لم يأت بعد (فى وقت آتابة سفر الرؤيا) هو شخص ولد فى القرن
السادس و استحدث نظاما دينيا وإجتماعيا إنتشر فى العالم آله. ويعتقد البعض أن هذا
هو الرأس المذبوح للموت وجرحه المميت قد شفى لأن الجرح المميت يرمز لهزيمة
حربية ولكن بالرغم من هذا فإن هذا النظام عاد إلى قوته مرة أخرى.
إن ضد المسيح سوف يجمع فى ذاته آل صفات الذين سبقوه ولهذا يوصف هؤلاء
بأنهم رؤوسه السبعة.
علاقته بالشيطان:
يخبرنا سفر الرؤيا بأن التنين (الشيطان) اعطاه قدرته وعرشه وسلطانا
عظيما ولهذا ”تعجبت آل الارض وراء الوحش وسجدوا للتنين الذي اعطى السلطان
للوحش وسجدوا للوحش قائلين من هو مثل الوحش “
زمان حكمه:
”وأعطي سلطانا ان يفعل اثنين واربعين شهرا“ أى ثلاثة سنين ونصف (زمان و
زمانين ونصف زمان) وهذا العدد رمزى ويعنى زمان ناقص أى لا يكتمل لأنه إن آان
العدد سبعة يرمز إلى الكمال فإن نصف السبعة يرمز إلى عدم الكمال. ولهذا يعلمنا السيد
المسيح بأنه ”لو لم تقصّر تلك الايام لم يخلص جسد.ولكن لاجل المختارين تقصّر تلك
الايام. “
أما العشرة قرون فهى عشرة ملوك يتحالفون مع ضد المسيح الوحش آما يخبرنا
الإصحاح السابع عشر. ويعتقد البعض أن هؤلاء هم دول الإتحاد الأوروبى.
19
إضطهاده للكنيسة:
”وأعطي ان يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم وأعطي سلطانا على آل قبيلة
ولسان وامّة. فسيسجد له جميع الساآنين على الارض الذين ليست اسماؤهم مكتوبة منذ
تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح. من له اذن فليسمع. ان آان احد يجمع
سبيا فالى السبي يذهب. وان آان احد يقتل بالسيف فينبغي ان يقتل بالسيف.هنا صبر
( 10- القديسين وايمانهم.“ (رؤ 7:13
إن آثيرين يتسائلون: آيف يسمح الله له أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم? ان
هؤلاء القديسين الذين سوف يحاربهم ويغلبهم هم المدعوون إلى الإستشهاد بحسب إرادة
الله. إنه سيظن أنه غلبهم ولكن سفر الرؤيا يقول لنا عكس ذلك: ”وهم غلبوه بدم
الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.“ (رؤ 11:12 ) أما بقية القديسين
الذين لم يدعوهم الله للإستشهاد بل للهروب حينما قال: ”حينئذ ليهرب الذين في اليهودية
الى الجبال.… الخ“ (مت 16:24 ) فهؤلاء سيكونون محفوظين فى المكان المعد لهم
من الله، وهؤلاء هم الذين سوف يرون الرب قادما على السحاب.
ولكن بسبب هذا الإضطهاد سيرتد آثيرين وسيسجدون للوحش وللتنين، وهؤلاء هم
”الذين ليست اسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح.“
النبى الكذاب:
”ثم رأيت وحشا آخر طالعا من الارض وآان له قرنان شبه خروف وآان يتكلم
آتنين. ويعمل بكل سلطان الوحش الاول امامه ويجعل الارض والساآنين فيها يسجدون
للوحش الاول الذي شفي جرحه المميت. ويصنع آيات عظيمة حتى انه يجعل نارا تنزل
من السماء على الارض قدام الناس. ويضل الساآنين على الارض بالآيات التي أعطي
ان يصنعها امام الوحش قائلا للساآنين على الارض ان يصنعوا صورة للوحش الذي
آان به جرح السيف وعاش. وأعطي ان يعطي روحا لصورة الوحش حتى تتكلم صورة
الوحش ويجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون. ويجعل الجميع الصغار
والكبار والاغنياء والفقراء والاحرار والعبيد تصنع لهم سمة على يدهم اليمنى اوعلى
جبهتهم وان لا يقدر احد ان يشتري او يبيع الا من له السمة او اسم الوحش او عدد
اسمه. هنا الحكمة. من له فهم فليحسب عدد الوحش فانه عدد انسان.وعدده ست مئة
(18- وستة وستون.“ (رؤ 11:13
إن هذا الوحش الثانى هو النبى الكذاب الذى سوف يشهد لضد المسيح آما شهد
يوحنا المعمدان للسيد المسيح. ويذآر لنا سفر الرؤيا أن ”له قرنان شبه خروف وآان
يتكلم آتنين“ أى أنه يبدو آحمل ولكنه شيطان. وسوف يضل هذا النبى الكذاب الساآنين
على الارض بالايات الكاذبة التى يصنعها. أما النار التى تنزل من السماء فيظن بعض
المفسرين الأرثوذآس بأنه سوف يجعل ألسنة نار تنزل على أتباعه آما حدث فى يوم
الخمسين.
20
صورة الوحش:
يعتقد الكثيرين أن صورة الوحش المتكلمة ما هى إلا التليفزيون أو الكومبيوتر
الذين سوف يستخدمهما ضد المسيح والنبى الكذاب فى خداع الناس. وسوف يصدر أمر
بأن آل من لا يسجد عند ظهورصورة ضد اٌلمسيح على الشاشة لا بد أن يقتل.
سمة الوحش:
يقول لنا القديس أبوليدس ”أنه آما أعطا السيد المسيح أتباعه علامة الصليب
المحيى فبالمثل سوف يعطى ضد المسيح علامته الخاصة لأتباعه ليضعونها على يدهم
اليمنى وعلى جباههم حتى لا يتمكن أحد منهم أن يرسم علامة الصليب على جبهته بيده
اليمنى لأن يده ستصير مربوطة ومن تلك الساعة لا تصير له قوة بل يصبح عبداً للمضل
مرتبطاً به وليس له توبة بل هو قد صارمفقوداً من الله ومن البشر“ 20
يجعل هذا الأمر ممكنا، Biometrics ولا شك إن التقدم الذى حدث فى مجال ال
فحاليا يمكن معرفة الشخص بواسطة فحص عينيه (جبهته) أو بوضع يده اليمنى فوق
Scanner . قارئ إليكترونى
عدد الوحش:
إن الحروف اليونانية وآذلك العبرية تستخدم أيضاً آأعداد، وبهذا يصبح ممكنا
حساب إسم أي شخص بجمع الأرقام المقابلة للحروف التى بإسمه. وسفر الرؤيا يخبرنا
بأن عدد الوحش أي ضد المسيح هو 666 . ولكن التعلق بحساب إسم أى شخص نظن أنه
قد يكون هو الوحش هو غير نافع لنا، لأن الوحى المقدس قد أعطانا علامات آثيرة
نستطيع بها أن نعرف المضل إذا ظهر فى زماننا.
آيف يضل ضد المسيح العالم:
إن ضد المسيح سوف يقنع اليهود بأنه مسيحهم الذى ما زالوا ينتظرونه. وسوف
يقنع أولئك المسيحيين الذين يؤمنون ببدعة الحكم الألفى بأنه المسيح الاتى ليحكم على
الأرض ألف سنة بحسب اعتقادهم. وبعض من المسلمين يعتقدون فى ظهور الإمام
المهدى قبل نهاية العالم، ولهؤلاء سوف يقدم نفسه لهم على أنه هو المهدى المنتظر.
وللهندوس سوف يقول أنه الإله آريشنا فى ظهوره الثانى. أما البوذيين فسوف يقنعهم
بأنه مسيحهم المنتظر مايتريا .
إن التنين أي الشيطان والوحش أي ضد المسيح والنبى الكذاب يصفهم البعض
بالثالوث غير المقدس. لأنه آما أن الله قد أظهر ذاته لنا فى ثالوث مقدس، هكذا سيظهر
الشيطان ذاته للعالم بهذا الثالوث غير المقدس.
20 Hippolytus: Discourse on the end of the world and on Antichrist
21
الإصحاح الرابع عشر
”ثم نظرت واذا خروف واقف على جبل صهيون ومعه مئة واربعة واربعون الفا لهم
اسم ابيه مكتوبا على جباههم. وسمعت صوتا من السماء آصوت مياه آثيرة وآصوت
رعد عظيم.وسمعت صوتا آصوت ضاربين بالقيثارة يضربون بقيثاراتهم. وهم
يترنمون ترنيمة جديدة امام العرش وامام الاربعة الحيوانات والشيوخ ولم يستطع احد ان
يتعلّم الترنيمة الا المئة والاربعة والاربعون الفا الذين اشتروا من الارض. هؤلاء هم
الذين لم يتنجسوا مع النساء لانهم اطهار.هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما
ذهب.هؤلاء اشتروا من بين الناس باآورة للّه وللخروف وفي افواههم لم يوجد غش
(5- لانهم بلا عيب قدام عرش الله.“ (رؤ 1:14
مرة أخرى يأخذنا سفر الرؤية إلى السماء حيث الكنيسة المنتصرة وذلك لكى
يطمئنا بعد أحداث الإصحاح السابق المخيفة. إن الخروف الواقف على جبل صهيون هو
السيد المسيح، والمئة واربعة واربعون الفا هم الذين أنتصروا على الوحش ورفضوا أن
يقبلوا سمته على جباههم، بل لهم اسم ابيه مكتوبا على جباههم. وهم يرنمون ترنيمة
جديدة خاصة بهم.
ويصفهم سفر الرؤيه بأنهم لم يتنجسوا مع النساء لانهم اطهار. وهنا ينبغى لنا أن
نفهم معنى الطهارة فى الكتابات النبوية. إن العهد القديم آثيرا ما يستعمل آلمة الزنى
آمرادف لعبادة الأوثان، بل يستخدمها سفر الرؤية فى وصف دولة آبيرة تسمى رمزيا
بابل أم الزوانى. ولا شك أن قبول سمة الوحش أو عدد إسمه هو نوع من الزنى الروحى.
وأيضا يمكننا أن نقول أن الذين رفضوا السجود للمضل هم أطهار.
وهناك تفسير تقليدى نجده فى سنكسار آنيستنا القبطية وهو أن هؤلاء هم أطفال
بيتلحم، وقبولنا لهذا التفسير ليس معناه رفض للتفسير الأول.
الملائكة الثلاثة:
”ثم رأيت ملاآا آخر طائرا في وسط السماء معه بشارة ابدية ليبشر الساآنين على
الارض وآل امة وقبيلة ولسان وشعب قائلا بصوت عظيم خافوا الله واعطوه مجدا لانه
قد جاءت ساعة دينونته واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه. ثم تبعه
ملاك آخر قائلا سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة لانها سقت جميع الامم من
خمرغضب زناها ثم تبعهما ملاك ثالث قائلا بصوت عظيم ان آان احد يسجد للوحش
ولصورته ويقبل سمته على جبهته او على يده فهو ايضا سيشرب من خمر غضب الله
المصبوب صرفا في آاس غضبه ويعذب بنار وآبريت امام الملائكة القديسين وامام
الخروف. ويصعد دخان عذابهم الى ابد الآبدين ولا تكون راحة نهارا وليلا للذين
يسجدون للوحش ولصورته ولكل من يقبل سمة اسمه. هنا صبر القديسين هنا الذين
(12- يحفظون وصايا الله وايمان يسوع.“ (رؤ 6:14
إن الملاك الاول يدعو الناس الى مخافة الله وتمجيده والسجود له، وينذرهم بأن
ساعة الدينونة قد إقتربت.
22
والملاك الثانى يعلن عن سقوط بابل المدينة العظيمة. وقد خصص سفر الرؤيا
الإصحاحين السبع عشر والثامن عشر لشرح هذا الحدث الكبير، وسوف نعالج هذين
الإصحاحين قبل الإصحاح الخامس عشر والسادس عشر، لأن الأحداث فى سفر الرؤية
ليست مرتبة ترتيبا زمنيا آما ذآرنا سابقاً.
. أما الملاك الثالث فيحذر الناس من السجود للوحش أو صورته ومن قبول سمته
وبعد ذلك يذآرنا سفر الرؤيا بأهمية الصبر فى وقت النهاية وهو ما قاله الرب يسوع
( أيضاً ان ”الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.“ (مت 13:24
المجئ الثانى:
”ثم نظرت واذا سحابة بيضاء وعلى السحابة جالس شبه ابن انسان له على راسه
اآليل من ذهب وفي يده منجل حاد. وخرج ملاك آخر من الهيكل يصرخ بصوت عظيم
الى الجالس على السحابة ارسل منجلك واحصد لانه قد جاءت الساعة للحصاد اذ قد يبس
حصيد الارض. فالقى الجالس على السحابة منجله على الارض فحصدت الارض ثم
خرج ملاك آخر من الهيكل الذي في السماء معه ايضا منجل حاد وخرج ملاك آخر من
المذبح له سلطان على النار وصرخ صراخا عظيما الى الذي معه المنجل الحاد قائلا
ارسل منجلك الحاد واقطف عناقيد آرم الارض لان عنبها قد نضج. فالقى الملاك
منجله الى الارض وقطف آرم الارض فالقاه الى معصرة غضب الله العظيمة وديست
المعصرة خارج المدينة فخرج دم من المعصرة حتى الى لجم الخيل مسافة الف وست
(20- مئة غلوة.“ (رؤ 14:14
وآعادة سفر الرؤيا تأتى بنا النبوة إلى المجئ الثانى للسيد المسيح ولكن الروح
القدس يعود لكى يعطينا تفاصيل جديدة عما ينبغى أن يصير قبل أن تأتى النهاية. وهنا
نجد تشابها مع ما جاء بمتى 24 بهذا الخصوص.
يبدأ المشهد بالسيد المسيح (ابن الانسان) آتيا على سحاب السماء. ( مت 30:24 ) ثم
نجده يرسل منجله ليحصد الأرض. وبعد هذا نرى ملاآاً اخر يرسل منجلا اخر ليقطف
عناقيد آرم الارض. فما معنى هذا?
إن المنجل الأول يطابق قول السيد المسيح: ”فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت
( فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها“ (مت 31:24
إنه حصاد المختارين، حينما ”نخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في
( الهواء.وهكذا نكون آل حين مع الرب“ ( 1 تس 17:4
أما الحصاد الثانى فهو ما سيحدث بعد إختطاف المختارين. إنه حصاد الأثمة، وهو
ما يصفه لنا بطرس الرسول بقوله: ”تحترق الارض والمصنوعات التي فيها“ ( 2 بط
10:3 ) ولعل الدليل على هذا أن الملاك الذى أمر بهذا الحصاد هو الملاك الذى له
سلطان على النار .
23
معنى الإختطاف عند الكنائس التقليدية:
إن الإختطاف عند الكنائس التقليدية أي الأرثوذآسية والكاثوليكية بل وعند آثير
من الكنائس البروتستانتية مثل اللوثريين والأنجليكان (الأسقفيين) والمشيخيين يعنى
إختطاف الأحياء الباقين عند مجئ الرب الثانى، هؤلاء الذين هربوا أثناء الضيقة
العظيمة إلى المكان المعد للكنيسة من قبل الرب، حيث تعال الكنيسة فى زمان الضيقة
العظيمة. أي أن هذا الأختطاف هو بعد إنتهاء الضيقة العظيمة، وعند المجئ الثانى للسيد
المسيح.
ولكن البعض يظنون أن الإختطاف سيحدث قبل الضيقة العظيمة، حين يأتى السيد
المسيح لإختطاف الكنيسة إلى السماء (حسب ظنهم،) حتى ينقذها من الضيقة العظيمة،
ثم تعود الكنيسة مرة أخرى إلى الأرض بعد إنتهاء الضيقة العظيمة.
وهذه البدعة بدأت منذ حوالى مئة وخمسين سنه عند الأخوة البلاميس، ولكنها
إنتشرت الان لتشمل المعمدانيين والخمسينيين والإنجيليين وخصوصاً وعاظ التليفزيون.
وللأسف فإن بعضاً من آهنتنا الأقباط يرددون هذه البدعة فى عظاتهم وتسجيلاتهم، مثل
الاب مكارى يونان والاب أرميا بولس.
وخطورة بدعة الإختطاف أنها تجعل من يؤمن بها لا يهتم بمعرفة أي شئ عن ضد
المسيح أو الضيقة العظيمة، ظاناً أن السيد المسيح سيأتى لإختطافه قبل ذلك، فلا يرى
إحتياجاً لأن يقرأ آتابا مثل هذا الكتاب الذى بين يديك. وللأسف لوحدثت هذه الأمور
خلال وجوده على الأرض سوف لا يكون مستعداً لها.
وحيث أن الذين يؤمنون بالإختطاف يؤمنون أيضاً بالحكم الألفى فهم أيضاً فى
خطرٍ من ان يظنوا أن مجئ ضد المسيح هو المجئ المزعوم للحكم الألفى للسيد المسيح،
وهكذا يقعون بسهولة فى براثن المضل.
24
الزانية العظيمة
مقدمة:
يصف لنا سفر الرؤية دولة عظمى سوف تدمر عند نهاية حكم ضد المسيح وقرب
نهاية العالم. وهذه الدولة العظمى تدعى رمزياً بابل. وخراب بابل سيكون مفاجئاً ولحظيا
مثلما حدث لسادوم وعمورة: ”ويل ويل.المدينة العظيمة بابل المدينة القوية.لانه في
ساعة واحدة جاءت دينونتك.“ (رؤ 10:18 ) ”ويل ويل.المدينة العظيمة المتسربلة ببز
وارجوان وقرمز والمتحلية بذهب وحجر آريم ولؤلؤ لانه في ساعة واحدة خرب غنى
مثل هذا“ (رؤ 16:18 ) ”ويل ويل.المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم
( سفن في البحر من نفائسها لانها في ساعة واحدة خربت.“ (رؤ 19:18
وهذا الخراب سيكون آدينونة لها من الله من أجل خطاياها الكثيرة: ”لان خطاياها
( لحقت السماء وتذآر الله آثامها.“ ( رؤ 5:18
وقد أجمع اباء الكنيسة الأولى على أن بابل هو إسم رمزى للدولة الرومانية التى
إضطهدت الكنيسة، وسوف يعاقبها الله بهذا الخراب المفاجئ.
آان إعتقاد الاباء أن نهاية العالم ومجئ السيد المسيح سوف يحدث فى أيامهم (آما
يعتقد البعض الان) وآانت الدولة الرومانية هى الدولة العظمى الوحيدة الموجودة والتى
يمكن أن تنطبق عليها أوصاف بابل.
ولكن إذا فحصنا هذا الأمر بتدقيق سنجد مشاآل آثيرة فى هذا التفسير. إن الدولة
الرومانية لم يتم خرابها فى ساعة واحدة بل إندثرت على مدى عشرات السنين. وسفر
الرؤيا أيضاً يؤآد أن هذا الخراب سيتم فى زمان ضد المسيح، بل وقرب نهاية حكمه،
وقد إندثرت الدولة الرومانية منذ عشرة قرون ولم يأت ضد المسيح بعد.
فمن إذن بابل هذه? إنها دولة عظمى ستكون موجودة وقت النهاية لها قوة وغنى
الدولة الرومانية. Life style وأسلوب حياة
الوحش القرمزى:
”فمضى بي بالروح الى برية فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء
اسماء تجديف له سبعة رؤوس وعشرة قرون. والمرأة آانت متسربلة بارجوان وقرمز
ومتحلية بذهب وحجارة آريمة ولؤلؤ ومعها آاس من ذهب في يدها مملوءة رجاسات
ونجاسات زناها وعلى جبهتها اسم مكتوب.سرّ.بابل العظيمة ام الزواني ورجاسات
( 5- الارض.“ (رؤ 3:17
إن الوحش القرمزى هو الذى يتحدث عنه إصحاح 13 ، إنه ضد المسيح. والمرأة
جالسة على الوحش، أى تسير فى طريقه ولكنها ليست تحت سلطانه. وإذا قارننا هذه
المرأه بالكنيسة، نجد الكنيسة متسربلة بالشمس (شمس البر) بينما هذه المرأة متسربلة
بارجوان وقرمز، أى بمجد العالم. وهى مملؤة نجاسة وزنى.
25
وهنا نقف قليلاً لنتحدث عن معنى الزنى: فى العهد القديم، آانت عبادة الأوثان توصف
( بأنها زنى. (قض 17:2 ، أر 2:3 ، أش 21:1 ، حز 30:20
ولكن فى العهد الجديد يتسع المعنى ليشمل محبة العالم، ”ايها الزناة والزواني أما
تعلمون ان محبة العالم عداوة للّه.“ (يع 4:4 ) إن القديس يعقوب فى رسالته يصف الذين
يحبون العالم بأنهم زناه وزوانى. ولا شك أن محبة العالم والأشياء التى فى العالم هى
نوع من عبادة الأوثان آما يخبرنا بولس الرسول: ”فاميتوا اعضاءآم التي على الارض
الزنى النجاسة الهوى الشهوة الرديّة الطمع الذي هو عبادة الاوثان“ (آو 5:3 ) والطمع هنا
فالمرأة إذن التى يصفها سفر الرؤية بأنها زانية covetousness. هو إشتهاء العالميات
فهذا إنما لتعلقها الشديد بالأمور العالمية ممثلة فى الارجوان والقرمز و الذهب والحجارة
الكريمة واللؤلؤ.
العشرة قرون:
لقد تحدثنا عن سبعة رؤوس الوحش والان نبحث فى العشرة قرون. إن القرن فى
لغة الرؤيا يعبر عن ملك: ”والعشرة القرون التي رأيت هي عشرة ملوك لم يأخذوا ملكا
بعد لكنهم يأخذون سلطانا آملوك ساعة واحدة مع الوحش. هؤلاء لهم رأي واحد
ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم. هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لانه
(14- رب الارباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.“ (رؤ 12:17
وهؤلاء الملوك ”لهم رأى واحد ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم.“ أى أنهم
مجموعة من الدول لهم إتحاد بعضهم مع بعض، وهم يدخلون فى تحالف عسكرى مع
الوحش (ضد المسيح) ويشترآون معه فى محاربة الخروف والذين معه أي المدعوون
والمختارون والمؤمنون. ويظن بعض المفسرين إنه إن آانت هذه النبوات ستتحقق فى
زماننا فإن هؤلاء الملوك هى دول الإتحاد الأوروبى. والرقم عشرة رمزى ويعنى عدد
.99- او أى عدد من 10 two digit number ثنائى
ثم يعود سفر الرؤية فيخبرنا بأن العشرة قرون ”سيبغضون الزانية وسيجعلونها
خربة وعريانة ويأآلون لحمها ويحرقونها بالنار. لان الله وضع في قلوبهم ان يصنعوا
( رأيه وان يصنعوا رأيا واحدا ويعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل اقوال الله.“ (رؤ 16:17
وهنا يخبرنا الوحى المقدس بأن الله هو الذى وضع فى قلوبهم ان يصنعوا رأيه، أى
أن الله إنما يستخدمهم لتنفيذ أغراضه، أي فى معاقبة الزانية من أجل ”خطاياها التى
( لحقت السماء.“ (رؤ 5:18
من هى الزانيه?
إن سفر الرؤية لا يخبرنا علانية عن ماهية هذه الزانية ولكنه يعطينا بعض
الأوصاف التى يمكن لنا أن نستخدمها فى إستنتاج المعنى المقصود. فمثلا يقول لنا إنها
26
المدينة العظيمة التي لها ملك على ملوك الارض.“ (رؤ 18:17 ) وهذا يعنى أنها دولة
ثم يعود ويخبرنا بأن ”المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة Super power عظمى
هي شعوب وجموع وامم وألسنة.“ (رؤ 17:15 ) ومعنى هذا أن هذه الدولة العظمى
تتكون من شعوب آثيرة من أمم ولغات متعددة.
ثم يعود الوحى المقدس ليخبرنا بأن ”تجار الارض استغنوا من وفرة نعيمها “
7 ) ومعنى هذا أنها دولة غنية جدا. - وبأنها ”مجدت نفسها وتنعمت“ (رؤ 3:18
حزن العالم على خرابها:
”وسيبكي وينوح عليها ملوك الارض الذين زنوا وتنعموا معها حينما ينظرون
دخان حريقها واقفين من بعيد لاجل خوف عذابها قائلين ويل ويل.المدينة العظيمة بابل
المدينة القوية.لانه في ساعة واحدة جاءت دينونتك. ويبكي تجار الارض وينوحون
عليها لان بضائعهم لا يشتريها احد فيما بعد بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم
واللؤلؤ والبز والارجوان والحرير والقرمز وآل عود ثيني وآل اناء من العاج وآل اناء
من اثمن الخشب والنحاس والحديد والمرمر وقرفة وبخورا وطيبا ولبانا وخمرا وزيتا
(13- وسميذا وحنطة وبهائم وغنما وخيلا ومرآبات واجساد ونفوس الناس.“ (رؤ 9:18
إن ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا معها، أى إشترآوا معها فى خطية محبة
العالم، التى هى عبادة للأوثان، سوف يبكون عليها ويصفونها بأنها عظيمة وقوية.
وتجار الأرض يبكون وينوحون لان بضائعهم لا يشتريها احد فيما بعد، أي أن هذه
الدولة العظمى القوية التى ستخرب فى ساعة واحدة هى أآبر بلد تستورد البضائع من
آل تجار الأرض.
ثم يعطينا سفر الرؤية قائمة بهذه البضائع التى آانت تستوردها. وإذا فحصنا هذه
والعجيب أن هذه البضائع تشمل Luxury goods القائمة نجدها بضائع رفاهية
”اجساد ونفوس الناس“ أى أن هذه الدولة العظمى تجتذب المهاجرين من جميع أنحاء
العالم.
وآل ربان وآل الجماعة في السفن والملاحون وجميع عمال البحر وقفوا من
بعيد وصرخوا اذ نظروا دخان حريقها قائلين اية مدينة مثل المدينة
العظيمة. وألقوا ترابا على رؤوسهم وصرخوا باآين ونائحين قائلين.ويل
ويل.المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من
(19- نفائسها لانها في ساعة واحدة خربت. (رؤ 17:18
مرة أخرى نرى مقدار عظمة وغنى هذه الدولة وآمية البضائع التى آانت تستوردها
(استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر،) قبل أن ياتى خرابها المفاجئ، ”فى ساعة
واحدة“
27
ويخبرنا سفر الرؤية بأن هذا الخراب سيكون تاما:ً ”ورفع ملاك واحد قوي حجرا
آرحى عظيمة ورماه في البحر قائلا هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة ولن توجد
فيما بعد. وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق لن يسمع
فيك فيما بعد.وآل صانع صناعة لن يوجد فيك فيما بعد.وصوت رحى لن يسمع فيك فيما
بعد. ونور سراج لن يضيء فيك فيما بعد.وصوت عريس وعروس لن يسمع فيك فيما
(23- بعد.“ (رؤ 21:18
إن مثل هذا الخراب المفاجئ والتام، والتعبير: ”ينظرون دخان حريقها واقفين من
بعيد،“ إنما يعنى شيئاً واحدا:ً حرب نووية أخرى تحدث بعد الأولى التى يهلك فيها ثلث
سكان العالم. أي أن هذين الإصحاحين إنما يصفان لنا الحرب العالمية الرابعة.
السماء تفرح لأجل دينونة الزانية:
”افرحي لها ايتها السماء والرسل القديسون والانبياء لان الرب قد دانها
دينونتكم … اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشترآوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها
(5- لان خطاياها لحقت السماء وتذآر الله آثامها.“ (رؤ 20:18 و 4
إن السماء ستفرح مع الرسل القديسون والانبياء لأن هذه الدينونة هى من عند الله،
وبحسب قصده الإلهى. والوحى المقدس يأمر المختارين، الذين يدعوهم الله ”شعبى“ بأن
يخرجوا منها حتى لا يهلكوا فيها. ومن الممكن أن الشاهدين أخنوخ وإيليا سوف يحذران
شعب الله بالخروج منها والهروب إلى المكان المعد من الله، الذى فيه يعول الكنيسة
ويحميها حتى يعبر الغضب.
سبب دينونة الزانية:
إن سفر الرؤية يعطينا أربعة أسباب لدينونة بابل والسبب الأول أنها ”مجدت نفسها
وتنعمت.“ (رؤ 7:18 ) وهناك مثل اخرلإنسان آان يعيش بنفس الإسلوب: ”آان
انسان غني وآان يلبس الارجوان والبز وهو يتنعم آل يوم مترفها.“ (لو 19:16 ) ونحن
نعلم نهاية هذا الإنسان.
والسبب الثانى هو إنها آانت ”تقول في قلبها انا جالسة ملكة ولست ارملة ولن
ارى حزنا. “ (رؤ 7:18 ) أى أنها إتكلت على قوتها وغناها.
والسبب الثالث هو أنه قد ”زنى معها ملوك الارض وسكر سكان الارض من
خمر زناها.“ (رؤ 2:17 ) أى أنها قد شجعت بقية العالم على الزنى أى محبة العالم.
بسحرك ضلت جميع الامم.“ (رؤ 23:18 ) لقد أضلت أمم الأرض بتشجيعهم على تقليد
أسلوبها فى الحياة.
والسبب الأخير هو أنه ”فيها وجد دم انبياء وقديسين وجميع من قتل على
الارض“. (رؤ 24:18 ) إنها بالرغم من آونها قوة عسكرية هائلة، إلا إنها أغمضت
عينيها عن إضطهاد الوحش للقديسين، ولم تحرك إصبعاً للدفاع عنهم.
28
السبعة جامات
ثم رأيت آية اخرى في السماء عظيمة وعجيبة.سبعة ملائكة معهم السبع
الضربات الاخيرة لان بها اآمل غضب الله . ورأيت آبحر من زجاج
مختلط بنار والغالبين على الوحش وصورته وعلى سمته وعدد اسمه واقفين
على البحرالزجاجي معهم قيثارات الله. وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله
وترنيمة الخروف قائلين عظيمة وعجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله القادر
على آل شيء عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين. من لا يخافك يا
رب ويمجد اسمك لانك وحدك قدوس لان جميع الامم سيأتون ويسجدون
(4- امامك لان احكامك قد أظهرت. ( رؤ 1:15
قبل أن تبدأ السبع ضربات الأخيرة التى بها يكمل غضب الله، يرينا الروح القدس
الكنيسة المنتصرة. إن البحر الزجاجى المختلط بالنار ربما يرمز الى الضربات السبعة
الأخيرة، ولكننا نرى المختارين، الغالبين على الوحش وصورته وعلى سمته وعدد اسمه
واقفين على البحر الزجاجي معهم قيثارات الله. أى أن هذه الضربات لن تؤثر عليهم، إذ
هى آما سنرى موجهة ضد مملكة الوحش. وهؤلاء الغالبون يرتلون ترنيمة موسى عبد
الله وترنيمة الخروف، أي أن بعضهم من البقية من اليهود التى لا بد أن تخلص فى
النهاية، (رومية 27:9 ) والبعض هم من آنيسة العهد الجديد.
”ثم بعد هذا نظرت واذا قد انفتح هيكل خيمة الشهادة في السماء وخرجت السبعة
الملائكة ومعهم السبع الضربات من الهيكل وهم متسربلون بكتان نقي وبهي ومتمنطقون
عند صدورهم بمناطق من ذهب وواحد من الاربعة الحيوانات اعطى السبعة الملائكة
سبعة جامات من ذهب مملوءة من غضب الله الحي الى ابد الآبدين. وامتلأ الهيكل
دخانا من مجد الله ومن قدرته ولم يكن احد يقدر ان يدخل الهيكل حتى آملت سبع
(8- ضربات السبعة الملائكة. “ (رؤ 5:15
إن هؤلاء السبعة ملائكة هم غالباً السبعة رؤساء الملائكة. وهيكل خيمة الشهادة في
السماء هو الذى أراه الله لموسى النبى عندما أمره بأن يصنع للرب ”مقدسا لاسكن في
(9- وسطهم. بحسب جميع ما انا أريك من مثال المسكن.“ (خر 8:25
والدخان الذى ملأ الهيكل علامة على غضب الله العظيم على البشرية التى إرتدت
عن الإله الذى خلقها على صورته ومثاله، لكى تسجد للمضل وللشيطان الذي أعطاه
2) والقول بأنه لم يكن احد يقدر ان يدخل : ”قدرته وعرشه وسلطانا عظيما“. (رؤ 12
الهيكل حتى آملت سبع ضربات السبعة الملائكة معناه أن الحكم بفناء البشرية أصبح
حكماً نهائيا، وأن أيا من الملائكة أو القديسين سوف لا يقدر أن يدخل إلى الهيكل لكى
يتشفع فى جنس البشر.
إن ضربات السبع جامات الاخيرة ربما تمثل الأرض وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة.
ولم أجد فى آتابات الاباء ما يفيدنا فى فهم تلك الضربات.
29
رأى خاص:
مرة أخرى التمس من القارئ إذناً بأن أقدم رأياً شخصيا عن فهمى الخاص لهذه
الأحداث، وهو رأى مبنى على تحليل علمى لهذه الضربات آما يصفها سفر الرؤيا،
ومعظمها إستنتاجات ليس لها اى سند آتابى أو ابائى.
إذا قبلنا الرأى القائل بأن خراب الدولة العظيمة التى تدعى رمزياً بابل هو نتيجة
لحرب نووية، فإنه من الممكن تفسير هذه الضربات التى تليها على إنها نتائج لهذه
الحرب النووية.
”وسمعت صوتا عظيما من الهيكل قائلا للسبعة الملائكة امضوا واسكبوا جامات
غضب الله على الارض. فمضى الاول وسكب جامه على الارض فحدثت دمامل خبيثة
(2- ورديّة على الناس الذين بهم سمة الوحش والذين يسجدون لصورته.“ (رؤ 1:15
إن هذه الضربه ستؤثر فقط على الناس الذين بهم سمة الوحش، والذين يسجدون
لصورته. أى أنها محددة جغرافياً بمملكة الوحش. ونحن نعلم أن خراب بابل سوف يكون
على يدى العشرة ملوك المتحالفون مع الوحش. وآما قلنا إن بابل العظيمة هى قوة
ولا أستبعد شخصياً إنه عند شعور حكام بابل بأنهم تحث Superpower . عظمى
هجوم من قبل مملكة الوحش، فسوف يردون الضربة بمثلها.
ولا يخفى على القارئ أن آثيراً من الدول لديها إمكانيات لشن حرب بيولوجية
وأآثر هذه الجراثيم فعالية هو جرثومة Biological warfare . تستخدم فيها الجراثيم
التى ينتج عنها هذا النوع من الدمامل الخبيثة والرديّة التى Anthrax ، الأنثراآس
يصفها لنا سفر الرؤية.
Malignant pustules إن هذه الجرثومة تحدث ما يسميه العلماء دمامل خبيثة
. وهو ذات الإسم الذى يسمى به سفر الرؤية هذه الضربة 21
”ثم سكب الملاك الثاني جامه على البحر فصار دما آدم ميت.وآل نفس حية ماتت
( في البحر“. (رؤ 3:16
إن هذه الضربة ربما سببها التلوث النووى لمياة البحارالذى يعقب الحرب النووية.
وهى ليست مثل ضربة البوق الثانى التى مات فيها ثلث المخلوقات التى فى البحر، لأن
سفر الرؤية يخبرنا بأن ”آل نفس حية ماتت في البحر“.
”ثم سكب الملاك الثالث جامه على الانهار وعلى ينابيع المياه فصارت دما.
وسمعت ملاك المياه يقول عادل انت ايها الكائن والذي آان والذي يكون لانك حكمت
( 6- هكذا. لانهم سفكوا دم قديسين وانبياء فأعطيتهم دما ليشربوا.“ (رؤ 4:16
وهذه الضربة أيضاً يمكن تفسيرها بالتلوث النووى لينابيع مياة الشرب. إن الحرب
النووية تحدث سحابة نووية فوق موقع الضربه، ولكن اللة الذى يأمر بهذه الضربات
يقدر أن يرسل ريحاً لكى تحمل هذه السحابة إلى حيث يريد، أى الى مملكة الوحش حيث
يعيش الساجدين له والذين يحملون سمته.
21 Bacteriology 330 homepage, University of Wisconsin-Madison Department of
Bacteriology
30
”ثم سكب الملاك الرابع جامه على الشمس فأعطيت ان تحرق الناس بنار.
فاحترق الناس احتراقا عظيما وجدفوا على اسم الله الذي له سلطان على هذه الضربات
ولم يتوبوا ليعطوه مجدا. ثم سكب الملاك الخامس جامه على عرش الوحش فصارت
مملكته مظلمة وآانوا يعضّون على ألسنتهم من الوجع. وجدفوا على اله السماء من
(11- اوجاعهم ومن قروحهم ولم يتوبوا عن اعمالهم .“ ( رؤ 8:16
إن هاتين الضربتين هما فى إعتقادى لهما سبب واحد. يعتقد آثير من العلماء أن
حرباً نووية عظمى تستطيع أن تؤدى إلى تغيير مدار الأرض حول الشمس، ليصبح
مداراً بيضاوياً. وهذا سيؤدى الى حالة تقترب فيها الأرض من الشمس، فيحترق الناس،
ثم تبتعد الأرض عن الشمس فتصير الأرض مظلمة وباردة. وربما يقول القارئ إن هذه
مجرد نظريات أو تخيلات، ولكن سفر أشعياء يصف لنا حالة مشابهة: ”تزعزعت
(20- الارض تزعزعا. ترنحت الارض ترنحا آالسكران.“ (أش 19:24
الحرب العالمية الخامسة (هرمجدون) :
”ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه لكي يعد
طريق الملوك الذين من مشرق الشمس. ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم
النبي الكذاب ثلاثة ارواح نجسة شبه ضفادع. فانهم ارواح شياطين صانعة آيات تخرج
على ملوك العالم وآل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على آل
شيء ها انا آتي آلص.طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا فيروا عورته.
(15- فجمعهم الى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون .“ (رؤ 12:16
إن الثالوث غير المقدس أى التنين (الشيطان) والوحش (ضد المسيح) والنبى
الكذاب، بعد الضربات الخمسة السابقة، يعلمون أن نهايتهم قد إقتربت ولهذا فهم يجمعون
قواتهم للمعرآة. وسوف تكون مرآز قيادة قواتهم فى وادى مجيدو أو هرمجدون، وهو
موقع إستراتيجى بإسرائيل. (مقر ضد المسيح) ولكى نعرف نهاية المعرآة ينبغى لنا أن
ننتقل إلى الإصحاح التاسع عشر، لأنه آما يخبرنا القديس فيكتورينوس إن أحداث سفر
الرؤيا غير مرتبةٍ ترتيباً زمنياً.
”ثم رأيت السماء مفتوحة واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا
وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه آلهيب نار وعلى راسه تيجان آثيرة وله اسم مكتوب
ليس احد يعرفه الا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه آلمة الله.
والاجناد الذين في السماء آانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا ومن
فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس
معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على آل شيء. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم
مكتوب ملك الملوك ورب الارباب. ورأيت ملاآا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت
عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم
لكي تأآلي لحوم ملوك ولحوم قواد ولحوم اقوياء ولحوم خيل والجالسين عليها ولحوم
الكل حرا وعبدا صغيرا وآبيرا. ورأيت الوحش وملوك الارض واجنادهم مجتمعين
ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس ومع جنده. فقبض على الوحش والنبي الكذاب
31
معه الصانع قدامه الآيات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته
وطرح الاثنان حيّين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت. والباقون قتلوا بسيف الجالس
(21- على الفرس الخارج من فمه وجميع الطيور شبعت من لحومهم“ (رؤ 11:19
إن نهاية ضد المسيح ومساعده النبى الكذاب إنما ستكون بواسطة السيد المسيح
وهذا توافقه أقوال بولس الرسول: ”الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه. “
2تس 8:2 ) إن الرب يسوع سوف ينفخ بفمه فيرسل المضل وشريكه حيين إلى بحيرة )
النار المتقدة بالكبريت.
حكم الألف سنة:
”ورأيت ملاآا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده.
فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس والشيطان وقيّده الف سنة وطرحه في
الهاوية واغلق عليه وختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الالف سنة وبعد
ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا ورأيت عروشا فجلسوا عليها وأعطوا حكما ورأيت
نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع ومن اجل آلمة الله والذين لم يسجدوا للوحش ولا
لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى ايديهم فعاشوا وملكوا مع المسيح الف سنة.
واما بقية الاموات فلم تعش حتى تتم الالف السنة.هذه هي القيامة الاولى. مبارك ومقدس
من له نصيب في القيامة الاولى.هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون
(6- آهنة للّه والمسيح وسيملكون معه الف سنة.“ (رؤ 1:20
إن عدم فهم هذه الايات من سفر الرؤية بواسطة الكثيرين قد أدى إلى ظهور بدعة
الحكم الألفى للسيد المسيح. ودعاة هذه البدعة يظنون أن السيد المسيح سوف يأتى إلى
العالم لكى يحكم ألف سنة مع المختارين، وذلك قبل مجيئه للدينونة.
ولكن إذا ما فحصنا هذه الايات بدقة نجد أن الذين سيحكمون مع السيد المسيح هم نفوس
المختارين الذين ماتوا بدليل أنه يقال لنا واما بقية الاموات فلم تعش حتى تتم الالف
السنة. وهذاالحكم الألفى لنفوس المختارين مع السيد المسيح يدعى بالقيامة الأولى.
وهؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم (الموت الثانى هو الهلاك الأبدى فى بحيرة
( النار: رؤيا 14:20 و 8:21
إن الكنائس التقليدية أي الأرثوذوآسية والكاثوليكية، ومعظم الكنائس البروتستانتية
القديمة مثل اللوثريين والأنجليكان (الأسقفيين) والمشيخيين يرفضون هذه البدعة رفضا
تاماً. ولكن للأسف يروج لها الأخوة البلاميس والمعمدانيين والخمسينيين والإنجيليين
ووعاظ التليفزيون وآذلك شهود يهوة والمورمون.
وقد حرم هذه البدعة المجمع المسكونى الثانى (سنة 381 ) وقاومها آثيرا القديس
ديونيسيوس الكبير بابا الإسكندرية الرابع عشر.
إن الكنيسة تعتقد إننا نعيش الان فى الحكم الألفى للسيد المسيح وأن الشيطان مقيد
منذ أن مات المخلص على الصليب وسوف يحل من سجنه عندما ينزل إلى الأرض
ويبدأ حكم ضد المسيح والضيقة العظيمة.
32
إن نفوس الأبرار الذين ماتوا فى الإيمان يملكون الان مع السيد المسيح فى
الفردوس وهذه هى القيامة الأولى أى قيامة النفس. أما القيامة الثانية فهى عندما تلبس
هذه الأرواح جسدها الجديد عند المجئ الثانى للسيد المسيح. ومن الطبيعى إن هؤلاء
الأبرار الذين يملكون مع السيد المسيح فى الفردوس ليس للموت الثاني سلطان عليهم،
أى أن نصيبهم لن يكون فى بحيرة النار المتقدة بالكبريت، وهو المكان المعد للنفوس التى
هى فى الجحيم.
وهذه النفوس التى تتعذب حالياً فى الجحيم هم بقية الاموات التى لم تعش حتى تتم
الالف السنة. وهؤلاء سيلبسون أجساداً جديدة أيضاً عند المجئ الثانى للسيد المسيح
ولكنهم سوف يلقون جسداً وروحاً فى بحيرة النار المتقدة بالكبريت، الذى هو الموت
( الثانى. (رؤ 14:20 و 8:21
الحرب العالمية السادسة:
”ثم متى تمت الالف السنة يحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الامم الذين في
اربع زوايا الارض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر.
فصعدوا على عرض الارض واحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فنزلت نار
من عند الله من السماء واآلتهم. وابليس الذي آان يضلّهم طرح في بحيرة النار
والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الآبدين.“
(10- (رؤ 7:20
إن الشيطان بعد أن فقد ذراعه اليمنى (ضد المسيح) وذراعه اليسرى (النبى
الكذاب) يقوم بمحاولة يائسة أخيرة ليهاجم الكنيسة الهاربة، التى يصفها سفر الرؤية
بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فيجمع ما بقى من الشعوب ويدفعهم لمهاجمة
المختارين الهاربين فى المكان المعد لهم من الله، حيث يعالون زماناً وزمانين ونصف
زمان، أى طوال مدة الضيقة العظيمة. ”فنزلت نار من عند الله من السماء واآلتهم
وطرح ابليس الذي آان يضلّهم في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب
وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الآبدين.“
وهنا ينبغى لنا أن نفهم أن إختتطاف المؤمنين لملاقاة الرب فى السحاب ينبغى أن
يسبق نزول النار من السماء، التى سوف تؤدى إلى ما يصفه لنا بطرس الرسول بقوله:
( ”تنحل العناصرمحترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها.“ ( 2 بط 10:3
15 وعن - بعد هذا مباشرة يحدثنا سفر الرؤية عن يوم الدينونة فى رؤيا 11:20
السماء الجديدة والأرض الجديدة، وأوروشليم السمائية مسكن الله مع الناس، فى
الإصحاحين الأخيرين.
وبعد أيها القارئ العزيز إذا شعرت بخوف بعد قرائة هذه الصفحات، دعنى أذآرك
بقول السيد المسيح: ”ومتى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لان نجاتكم
( تقترب.“ (لو 28:21
( آمين. تعال ايها الرب يسوع (رؤ 20:22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق