الموضوعات الاكثر مشاهدة

السبت، 16 ديسمبر 2017

( نقلا عن صفحة الدكتور / زاهى حواس ) أم سيـتـي









( نقلا عن صفحة الدكتور / زاهى حواس )
أم سيـتـي


أسعدني الحظ في بدايات حياتي العملية مفتشا للآثار بأن أعيش
وأعمل في «أبيدوس» مرافقا لبعثة جامعة بنسلفانيا الأثرية،
في أواخر ستينات القرن الماضي،
التي كان قوامها نحو 20 أثريا ومرمما ورساما،
وكانت إقامتنا جميعا في استراحة جميلة من الطوب اللبن،
في قلب الصحراء القاحلة الغنية بالثعابين والعقارب،
وكانت تسليتنا الوحيدة على العشاء الحديث في السياسة،
حيث كان بعضهم لا يحب عبد الناصر، وأنا من عشاقه،
فكان الشجار يوميا على العشاء،
وفي الصباح الباكر نعمل جنبا إلى جنب.

وقابلت السيدة دورثيا التي يعرفها أهل المنطقة باسم «أم سيتي»،
وكانت تمشي وخلفها خفير يحمل السلاح،
وقد صار الرجل من أثرياء المنطقة لأن «أم سيتي» كانت تعطي له
كل ما يأتي لها من مال من الزائرين للمكان ممن يستمعون لحكايتها العجيبة..

فهي سيدة إنجليزية،
وقد حدث لها وهي في سن الخامسة أن قالت لأمها
إن لها ابنا موجودا في مصر وإن اسمه «سيتي»،
واعتقد أهلها أنها غير طبيعية ووضعوها في مستشفى للأمراض العقلية، وعندما بلغت سن الشباب جاءت إلى مصر تبحث عن ابنها المفقود.

وكانت فنانة ترسم المناظر والنقوش الفرعونية مثل الفنانين الفراعنة تماما، ولذلك استطاعت أن تشترك في بعثة الأثري المصري سليم حسن
وقت أن كان يعمل في منطقة الأهرامات.
وقد عاشت دورثيا حياتها كلها بجوار معبد ابنها سيتي الأول؛ تنظفه،
وتقرأ نصوصه مثلما تقرأ الإنجليزية،

وعرفها العالم كله، وكان السائحون يلحون على مرافقتها بالمعبد
والاستماع إلى قصتها، وكانوا يعطونها كثيرا من المال لمساعدتها.
وإلى هذه السيدة يعود الفضل في تمكني من اللغة الإنجليزية،
حيث فتحت لي مكتبتها؛
أستعير منها ما شئت من كتب في الأدب الإنجليزي والتاريخ والآثار.
ويوما بعد يوم،
وبفضل ما أتعلمه؛ كنت أواجه زملاء العمل الأميركان
وأفوز في معركتي معهم دفاعا عن عبد الناصر.

كانت أياما حقا جميلة رائعة.. شديدة البساطة..
استمتعت فيها بالعمل في الآثار،
وتعرفت عن قرب على حضارة عظيمة لا يزال كثيرون يجهلونها،
وكذلك تعرفت على نماذج مختلفة من البشر..
وسبحان الخالق العظيم




<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< Abdul Eltayb
ولدت Dorothy Louise Eady فى 16 يناير 1904 فى مدينة لندن وتوفيت فى 21 أبريل 1981 فى أبيدوس بصعيد مصر ودفنت هناك .
وقد عرفت باسم أم سيتى
وعملت رسامة لقسم الآثار المصرية ، .
فى عام 1931 انتقلت إلى مصر وتزوجت من إمام عبد المجيد
الذى تعرفت عليه من قبل فى لندن وهي في سن 29
وكان هو طالب مصري يدرس في بريطانيا،
وسافرت أخيراً إلى مصر،
وأصبحت أول امرأة تعمل في قسم التحف المصرية هناك،
وتعلمت الهيروغليفية
وعندما وصلت الى مصر قبًلت الأرض وقالت :
"لقد عُدتُ مرة أخرى إلى وطنى الأم" .

أنجبت دوروثى إبناً سمته سيتى ولذلك أصبح إسمها أم سيتى ،
ولم يستمر زواجها كثيراُ وانفصلت عام 1936
وانتقلت لتعيش بالجيزة وعملت مع علماء الآثار المصريين الأوائل
أمثال سليم حسن ، أحمد فخرى وكانت عونا كبيرا لهم .

وفى أوائل عام 1956 إنتهى مشروع هرم دهشور
وانتقلت أم سيتى لتعيش بأبيدوس فى 3 مارس 1956
وعملت لمصلحة الآثار المصرية
وحينما بلغت سن التقاعد عام 1964
سمحت لها مصلحة الآثار بخمس سنوات أخرى حتى عام 1969
وكانت تقوم بعمل مشغولات وأشياء من سعف النخيل ورسم لوحات
وبيعها للسياح الزائرين لأبيدوس .
وعلمت الأطفال طريقه عملها لبيعها للسائحين





عندما أصبحت في الرابعة من عمرها اصطحبها والدها إلى المتحف البريطاني، وهناك خاصة في قسم الآثار المصرية،
امتلأت الفتاة بالحيوية، ك
أنها وجدت فى مكان كانت تائهة منه، وراحت تركض في الصالة
وتقبل أقدام التماثيل القديمة،
وجلست أخيرا تحت أقدام مومياء واقفة داخل واق زجاجي،
خلفه صورة «معبد سيتي الأول في أبيدوس»،
وقالت لأبيها: «هذا هو منزلى السابق، حيث كنت أعيش سابقا».

وتمثل أبيدوس أهمية خاصة لأم سيتى فهى وطنها الأم
كما كانت تعتقد أنها عاشت فى الماضى
وأنها قابلت سيتى الأول للمرة الأولى فى حديقة المعبد .
ويهتم أصحاب الخيال العلمى بقصة أم سيتى التى تحكيها عن نفسها
وطبقا لما تؤمن به من تناسخ الأرواح
فهى كانت تعيش فى الماضى وتحمل إسم بنت رشيت وتعنى قيثارة الفرح

وتقول أم سيتى أن أمها كانت تعمل بائعة خضار
بينما والدها كان جنديا إبان حكم الملك سيتى الأول
وعندما بلغت الثالثة من عمرها توفيت والدتها
ولأن والدها كان فقيراً ولم يستطيع رعايتها
وُضعت بنت رشيت فى معبد كوم السلطان
وعندما بلغت الثانية عشرة من عمرها خيًرها كبير الكهنة
إن كانت تريد الخروج إلى العالم
أو أن تهب نفسها كاهنة عذراء للمعبد
فاختارت أن تكون كاهنة ،
وتقول أنها خلال العامين المقبلين تعلمت
كيف تلعب دورها فى المسرحية السنوية التى كانت تقام فى احتفالات أوزيريس والذى لم يكن يسند إلا للكاهنات العذراوات ،
ولكن حدث أن رآها سيتى الأول فأعجب بها وأصبحا عاشقين وحملت منه ،
ثم أخبرت بنت رشيت كبير الكهنة من يكون والد الجنين الذى فى بطنها ، وأبلغها كبير الكهنة أن الموت سيكون عقوبتها على تلك الجريمة النكراء فى حق إيزيس
ولم تستطع بنت رشيت مواجهة الفضيحة العامة
وانتحرت بدلا من مواجهة المحاكمة .

وجاء فى مذكراتها الكثير من الأحاديث التى كانت تدور بينها وبين الفرعون «سيتى الأول»،
كما ذكر أيضا أنها استطاعت أن تجد الحديقة التى كانت تحيط بالمعبد وقتها
وقد إعتادت أم سيتى على إقامة الصلوات فى معبد سيتى الأول كما كانت تفعل فى الماضى وتقديم القرابين من البيرة والنبيذ والخبز فى أعياد أوزيريس وإيزيس ،
وعاشت فى أبيدوس قرابة 25 سنة إلى أن توفيت ودفنت هناك حسب رغبتها .








 -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق