الموضوعات الاكثر مشاهدة

الخميس، 30 مارس 2017

في بيت لحم: كنيسة المهد ومغارة الحليب ( 1 ) محمد حسين هيكل











في بيت لحم: كنيسة المهد ومغارة الحليب 

( 1 ) 

محمد حسين هيكل

 

جريدة السياسة الأسبوعية

٣ يونيو ١٩٣٧

عيسى بن مريم، عبدُ الله آتاه الكتاب، وجعله نبيًّا، وجعله مباركًا أينما كان، وأوصاه بالصلاة والزكاة ما دام حيًّا، وبرًّا بوالدته ولم يكن جبارًا شقيًّا.
وسيرة عيسى بن مريم عليه السلام سيرةُ محبَّةٍ وإخاءٍ وتسامحٍ، ومولده معجزة في الأديان كلها، وإن لم يُقِرَّ المؤرخون العلماء هذه المعجزة؛ فقد نفخ الله من رُوحِه في مريم فحملت فولدت عيسى، فكان ذلك آية من آيات قدرة الله. ومثلُ عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون، بذلك جرى القرآن وبمثله جرى الإنجيل. أما العلماء المؤرخون الذين لا يُقرُّون هذه المعجزة فيذهبون إلى أن عيسى ابن ليوسف النجار، وأن أمه حملت به كما تحمل النساء جميعًا، وولدته كما تلد النساء جميعًا.
ورواية القرآن الكريم في حمل عيسى وميلاده واردة في سورة مريم (الآيات من ١٦–٣٦) إذ يقول تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا *فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ * وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ).
وليست تختلف رواية الإنجيل في واقعة الحمل والميلاد، وإن ذهب قوم في التأويل إلى أن الإنجيل يذكر أن عيسى ابن الله، وليس من غرضنا أن نبحث فيما اختلف المسيحيون عليه من ذلك، ولا فيما وقع عليه اتفاقهم، فنحن إنما قدمنا بما سبق للحديث عن كنيسة المهد ومغارة الحليب ببيت لحم.
فالمتواتر أن عيسى ولد بهذا البلد، وأن نسبته إلى الناصرة وتسميته عيسى الناصري لا ترجع إلى مولده، وإنما ترجع إلى مقامه بها وقيامه بتعاليمه فيها، وما نسب إليه من المعجزات في بحيرة طبرية التي تقع الناصرة عليها. ولسنا نقف عند ما ذهب إليه قوم من أن نسبته إلى الناصرة إنما مرجعها إلى مولده بها؛ فالتحقيق في ذلك ليس غرضنا، ولم أندب نفسي له ليكون لي فيه رأي. وكنيسة المهد ومغارة الحليب ببيت لحم تؤيدان المتواتر على القرون، فحسبي إياهما سندًا هاهنا.
نزلت القدس قبيل الظهر من يوم الإثنين ٥ يونيو الماضي، ولقيت قنصل مصر بها، محمد بك حامد، على طعام الغداء بفندق الملك داود، وبعد حديث تبادلناه اتفقنا على زيارة كنيسة المهد ببيت لحم بعد ظهر ذلك اليوم، وقد سرني ما علمته من حامد بك من أن الأستاذ عيسى بندك هو رئيس بلدية بيت لحم، وأن والده المسن قسيس كنيسة المهد، وأنه يعرف لذلك كل أسرارها. فقد كان الأستاذ عيسى بندك مراسل السياسة والسياسة الأسبوعية بفلسطين خلال سنوات مضت، وبيني وبينه لهذا السبب صلة الزمالة والمودة، هو إذن سيطلعني من أمور الكنيسة على كل ما أريد، وعلى أكثر مما أريد، وسيكون لي بعد ذلك أن أرتب على ما أرى وما أسمع ما يهديني إليه تفكيري من النتائج.
وزرنا الكنيسة مساء ذلك اليوم في صحبة الأستاذ عيسى، لكن إمساء الوقت لم يسمح لنا أن نرى كل ما فيها، ولم يسمح لنا بخاصة أن نرى مغارة الأطفال كما لم يسمح لنا بزيارة مغارة الحليب. من ثَمَّ ذهبت إليها في صحبة الأستاذ عيسى بعد الظهر من يوم الجمعة ١١ يونيو فزرت ما لم أَزُرْهُ من قبل، وزرت مغارة الحليب. ورأيت وسمعت من أمرهما ما هو جدير بالتدوين، وما يبعث على كثير من التفكير.
ولقد حرصت على أن أدوِّن عنهما ما يتلوه القارئ اليوم قبل أن أرجع إلى ما سطر في بطون الكتب من أمرهما، مخافة ما قد تجنيه المعلومات الكثيرة التي ترويها الكتب على هذه المعلومات البدائية وعلى هذا التفكير البدائي. ولست أقصد بذلك إلى أنني لن أعود إلى بطون الكتب لأنقب فيها وأقف على مختلف مذاهبها، كلا! فإنني لا ريب سأفعل، ولكني عرفت من تجاربي الكثيرة أن للمعلومات الأولى وللتفكير الأول قيمته التي تستحق التسجيل، وأن تسجيلها له ثمراته من بَعدُ حينَ المراجعة والبحث. هذا إلى أن هذه المعلومات وهذا التفكير أدنى إلى أن يرسما للقارئ صورة فيها من البساطة ومن الوضوح ما ينزِّهها عن اضطراب المعلومات الكثيرة المتناقضة، وعن التفكير العويص القائم على أساس من هذه المعلومات.
ترتفع بيت لحم عن سطح البحر بثمانمائة متر أو نحوها، وهي بذلك في مثل ارتفاع القدس عن سطح البحر، وتقع كنيسة المهد في أعلا موقع منها، والسيارة تجري بين بيت المقدس وبينها في طريق صالح، فإذا انتهت السيارة وقفت في ساحة تقوم بلدية بيت لحم وبعض منازلها عن يمينها، وتقوم كنيسة المهد عن اليسار. والكنيسة لا تقع على هذه الساحة، بل تفصل ساحة أخرى مبلطة بالحجر بين بناء الكنيسة وبينها. ويهبط الإنسان من السيارة ويتخطى هذه الساحة المبلطة بالحجر وهو جد واثق من أنه لا بد سينحرف إلى يساره حتى يجد باب الكنيسة؛ فالجدار القائم أمامه ليس فيه باب ضخم ممَّا أَلِفَ الإنسان أن يرى في كنائس القدس وفي كنائس العالم كله. فإذا اقترب الإنسان من الجدار رأى فيه فجوة صغيرة لا يمكن في المألوف أن تكون بابًا لمعبد من المعابد؛ فهي لا تتسع لرجلين يمران منها، ولا ترتفع إلى قامة الإنسان، فإذا لم تكن هذه الفجوة بعض ما امتد به عبث الزمن إلى البناء فلعلها باب لصومعة راهب من الرهبان قد نذر الرواقية والتقشف، وما عسى يجدي أن أسأل عن هذا الراهب من هو، والرواقيون والمتقشفة من الغلاة في الأديان كثيرون.
وعجبت حين اقتربنا من هذه الفجوة ولم يتياسر الأستاذ عيسى ليريني الباب الذي ندخل منه، ودفعني عجبي فسألت الأستاذ عيسى عن الباب أين هو، وكنت أشد عجبًا حين أشار إلى الفجوة وقال: «هذا هو الباب»، ويخيل إليَّ أني ليست أول من أثار هذا البابُ عجبَه؛ فقد بدأ الأستاذ عيسى يشرح لي السبب في ضيقه وانخفاضه، ذلك أن للطوائف المسيحية من الروم واللاتين والسريان نظامًا تتقدم بعضها الأخرى بمقتضاه في أعياد معينة من فصول السنة المختلفة، فإذا لم يكن الباب بهذا الضيق والانخفاض خِيفَ اندفاع بعضها في غير النظام الموضوع لها اندفاعًا يقصد منه إلى كسب حق جديد، وكل سعي من جانب طائفة إلى مثل هذه الغاية كثيرًا ما تنشأ عنه ملاحم دموية. أما وهم على ثقة بأن الباب لن يسمح بمثل هذا الاندفاع، وأن الحراس من جند الحكومة يستطيعون أن يحولوا دونه، ففي بناء الباب على هذه الصورة التي تثير العجب فائدة للأمن وللطوائف المختلفة وحقوقها الدينية.
حنيت قامتي ودخلت من هذا الباب وقد ارتسمت في نفسي صورة من نضال الطوائف الدينية نضالًا لا يقل بأسًا ولا عنفًا عن نضال الطوائف على المال فيما يصوره رجال الاشتراكية العلمية في مذاهب الاقتصاد السياسي، ولم يتسع أمامي الوقت للتفكير في هذه الصورة إذ ألفيتني بعد هذه الخطوة قد صرت داخل الكنيسة في بهوها الفسيح الرفيع، وألفيت أمامي عن بعد مذبحها وهيكلها، وأردت أن أتقدم لأجتلي ما عند المذبح والهيكل من آثار الفن التي توجد في الكنائس عند كل مذبح وكل هيكل، لكن الأستاذ عيسى استوقفني بعد الخطوة الأولى من الباب، وأشار إلى أول عامود قائم إلى اليسار، وإلى بساط ممدود بجواره وقال: «أترى هذا البساط، لا يستطيع أحد تقديمه أو تأخيره عن المكان الذي تراه الآن فيه سنتيمترًا واحدًا، فإذا حدث من ذلك شيء فالويل من التحام الطوائف المسيحية التي ذكرتُ لك ثم الويل؛ فلكلٍّ من هذه الطوائف موضع منه أو حوله لا تتقدم ولا تتأخر عنه ما لم تمس حقًّا للطائفة الأخرى، وتنظيف البساط وكنس الأماكن التي حوله له من الأهمية عند هذه الطوائف ما لموضع البساط؛ فلا يجوز لطائفة أن تكنس التراب من موضع ليس لها، أو تُتَّهَم بأنها تسعى إلى حق تغصبه غيرها. وقد بلغ من أمر ذلك أن اضطرت السلطات المحلية لتحديد شقة حرام ضيقة غاية الضيق بين حدود المواضع المعينة التي لهذه الطوائف، ورجال الحكومة هم الذين يقومون بكنس هذه الشقة الحرام دون سواهم، ولولا ذلك لما كان لاتقاء النضال الدموي وسيلة.» وبعد أن انتهى الأستاذ عيسى من شرح البساط والمواضع التي حوله، بدأ يتحدث عن هذا العامود الذي يمتد البساط في جواره، فذكر أن وراءه بابًا لا يجوز إلا لطائفة بالذات — ليس يحضرني وأنا أكتب هذا الفصل أهي اللاتين أم السريان أم الروم — أن تتخطى منه إلى مكان وراءه في الكنيسة خاصًّا بها مقصورًا عليها، فإن حدث من ذلك شيء كان اعتداءً على هذا الحق الأقدس تعقبه الحرب الطائفية الطاحنة، وتداخل الحكومة وجندها والقانون وسلطانه لإيقاف رحاها. وقد لا يقف الأمر عند ذلك بل يتعداه إلى نزاع دولي يثيره الساسة إذا رأوا في إثارته ما يشفي أهواءهم في أمور أخرى؛ فالساسة — لا ريب — لا يعنيهم مَنْ كنس ومَنْ لم يكنس، ومَنْ حرَّك البساط ومَنْ لم يحركه، وإن عناهم أكبر العناية أن يتخذوا من مثل هذه الأمور سببًا لتحريك العواطف وإثارة الشعور ابتغاء غاية من غاياتهم أو هوى من أهوائهم لا صلة له بالكنيسة ولا بكنسها ولا ببساطها.
وابتسمتُ لمَّا سمعتُ من قصص الأستاذ عيسى، وذكرت فيما بيني وبين نفسي ما يقع بين الفلاحين في مصر من نزاع كثيرًا ما يصل إلى القتال وإلى القتل، فإلى محكمة الجنايات وإلى السجن أو الأشغال الشاقة أو الإعدام، ثم لا يكون سبب هذا النزاع إلا الخلاف على ماء الري واتهام أحدهم جاره بأنه أراد أن يأخذ منه أكثر من حقه، أو الخلاف على حدود الأرض واتهام الجار بأنه اعتدى عليها ليضيف إلى ملكه جزءًا لا غناء فيه، وتساءلت فيما بيني وبين نفسي — حين ذكرت من هذا النزاع ما ذكرت — عن تصور هؤلاء الذين يختلفون على كنيسة المهد وكنسها والتدقيق في مواضعها، ولست أرتاب في أن كلًّا منهم يحسب أن له من غذاء المثوبة عند الله بما يتمتع به من هذه الحقوق ما لهؤلاء الفلاحين من غذاء يصلهم عن طريق الماء الذي يقتتلون عليه، أو من هذه القطعة التي لا غناء فيها، والتي قد تكون سببًا في قتل شخص أو أكثر باسم الدفاع عنها.
وتقدمنا خطوات في بهو الكنيسة فإذا في أرضها باب مفتوح خِلْتُ تحته مغارة أو جبًّا. واستوقفنا الأستاذ عيسى عند هذا الباب المفتوح وعند باب مثله يجاوره وهو مقفل وقال: تحت هذه الأبواب نقوش بديعة في الفسيفساء سأريكموها، ولم يكشف عن هذه الفسيفساء منذ أمد بعيد؛ فمنذ سنوات كان هنا مهندس فرنسي يقوم بترميم بعض أجزاء في أعلى الكنيسة، ويظهر أنه كان قد وقع في قراءاته على ما هداه إلى أن هذه الكنيسة تقوم فوق آثار كنيسة سبقتها، كما هداه إلى موضع هذه الفسيفساء، وقد حفر في هذين المكانين اللذين تقوم الأبواب فوقهما فوجد هذه الفسيفساء، ولم يحفر في غير هذين المكانين؛ لأنه كان على ثقة بأنه ليس في غيرهما شيء يهدي الحفر إليه.
ونادى فجاء رجل في الكنيسة ففتح أبواب هذه الفجوات، وأضاء لنا شموعًا رأينا على نورها نقشًا بديعًا حقًّا في هذه الفسيفساء التي ظلت مطمورة أجيالًا طويلة، وهي نقوش تُمثِّل النبات والفاكهة وما إليها.
وتقدمنا إلى المذبح والهيكل، ووقفنا عندهما، وشهدت دقائق ما أُحِيط به من آثار الفن، ثم هبطنا منهما إلى مغارة المهد.

-
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق